على الرغم من أن تفسير "الكشاف" للزمخشري يعتبر من أهم التفاسير في تاريخ الإسلام، إلا أنه يعاني من مشكلة كبيرة تتمثل في تأثره بمذهب المعتزلة. وقد أدرك العديد من العلماء السلفيين هذه المشكلة، وحرصوا على تصحيحها وتوضيحها.
أحد أبرز هؤلاء العلماء هو ابن تيمية، الذي وصف تفسير الزمخشري بأنه "محشو بالبدعة، وعلى طريقة المعتزلة". كما انتقد الزمخشري لتعسفه في فهم الآيات القرآنية ونشره لعقائد المعتزلة من خلالها.
بالإضافة إلى ذلك، هناك العديد من الأعمال العلمية التي ركزت على نقد جوانب الاعتزال في تفسير الكشاف. ومن أبرز هذه الأعمال "فتوح الغيب في الكشف عن قناع الريب" للإمام الطيبي، والذي اعتنى ببيان ما وقع فيه الزمخشري من الاعتزال.
ومن بين العلماء الذين حرصوا على تصحيح تفسير الكشاف أيضًا ابن المنير في كتابه "الانتصاف على الكشاف"، وعمر بن محمد السكوني المالكي في كتابه "التمييز لما أودعه الزمخشري من الاعتزال في تفسير الكتاب العزيز".
في النهاية، يجب على دارسي تفسير الكشاف أن يكونوا على دراية بعقائد المعتزلة وأن يتحروا الدقة في فهم الآيات القرآنية لتجنب الوقوع في فخاخ الزمخشري العقائدية.