- صاحب المنشور: زهور البرغوثي
ملخص النقاش:
يشهد عالمنا اليوم ثورة رقمية غير مسبوقة حيث تتجلى تأثيراتها الواضحة في مختلف المجالات الحيوية مثل التعليم. يقف الذكاء الاصطناعي على عتبة إعادة تشكيل طريقة تفاعل الطلاب مع التعلم والتطور المهني للمعلمين. يتمثل قلب هذا التحول الهائل فيما يُسمى بالتعليم المدعوم بتقنية الذكاء الاصطناعي والذي يعد بإثراء تجربة التعلم والجعل منه أكثر تخصيصًا وأكثر فعالية لكل فرد. ولكن إلى جانب هذه الفرص الكبيرة والمكتشفة حديثاً، هناك تحديات ملحة ينبغي أخذها بعين الاعتبار لضمان تحقيق أقصى استفادة للجميع ضمن بيئة تعليمية متساوية ومستدامة.
التحديات
أول التحديات التي تواجه تطبيق تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في التعليم هو الفجوة الرقمية المتزايدة بين المناطق ذات الموارد المالية الغنية والقليلة منها. الوصول غير المتساوي إلى الإنترنت والأجهزة الحديثة يمكن أن يخلق تفاوتا كبيرا في فرص الحصول على تدريب مدعوم بالتكنولوجيا المتقدمة. بالإضافة لذلك، يتعين أيضا مراعاة الاحتياجات الخاصة للأطفال ذوي الإعاقة وكيف يمكن لتقنيات الذكاء الاصطناعي دعم تعلمهم بطرق مبتكرة وجديدة تمامًا.
يركز أحد الجوانب الأخرى المثيرة للجدل حول استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في التعليم على مخاطر فقدان الوظائف البشرية الأساسية في مجالي التدريس والإشراف الأكاديمي. هل سيحل الروبوت الآلي محل المعلم كمصدر رئيسي للتوجيه والحكم الأخلاقي؟ وهل سيكون لدى الأنظمة البرمجية القدرة على فهم احتياجات كل طالب واحترام مشاعره العميقة كما تفعل العلاقات الشخصية الإنسانية اليوم؟
الفرص
رغم تلك المخاوف المشروعة فإن فوائد دخول تقنيات الذكاء الاصطناعي لمجال التربية قد تكون كبيرة للغاية. توفر أدوات التعلم الحديث عبر الانترنت أو عبر الواقع الافتراضي فرصا فريدة للأطفال الذين يعيشون خارج المدن الرئيسية للاشتراك مباشرة بشبكة معرفية غنية ومتنوعة. يستطيع نظام مبني باستخدام تقنية الذكاء الإصطناعي تحليل البيانات الضخمة لمساعدة البرامج الدراسية وبناء نماذج شخصية لكلاً منهم ليساعد بذلك المعلمين على تصور الطريق الأمثل لحشد طاقتهم وتحفيزهم نحو التنوير والمعرفة الدائمة.
كما أنه ومن خلال تكامل التقنيات الرقمية الحديثة داخل الصفوف الصفية نفسها – سواء كانت حقيقية أم افتراضية– سوف تتمكن المدارس من مراقبة تقدم طلابها بنمط أشمل وأعمق بكثير مما كان عليه الأمر سابقاً قبل الثورة المعلوماتية هذه. ستكون قدرتها على تحديد نقاط قوة وضعف كل طالب أكبر بكثير وستتمكن أيضًا بإرشادهم بعد ذلك باتجاه تخصصات مختلفة حسب ميولاتَه وقدراته.
خاتمة
وفي نهاية المطاف، فإن المستقبل القائم على اعتماد الذكاء الاصطناعي في قطاع التعليم يحمل معه الكثير من الاحتمالات الرائعة وكذلك بعض الادعاءات المحذرة والتي تستحق النظر والعناية بها جيداً كي نضمن بناء مجتمع رقمي شامل وعادل ومُغذي لكافة أفراد شعوبه بلا تمييز ولا استثناء لأحد بسبب افتقاره لاستخدام ادوات وابواب العصر الجديد.