الحمد لله، عند الحديث عن زكاة بهيمة الأنعام -وهي الثروة الحيوانية كالغنم والإبل والبقر- فإننا نجد أن هناك بعض المصطلحات الدقيقة التي تحتاج لتوضيح. أحد هذه المصطلحات هي "الأوقاص"، والتي تشير إلى الفترة بين درجات النصاب في عدد الغنم حيث يجب دفع زكاة. وفقاً للمذهب المالكي والحنفي والحنبلي، ليس هنالك حاجة لدفع الزكاة للأوقاص الخاصة بالغنم؛ مما يعني أنه عندما يصل عدد غنم الشخص إلى 201 ولم يزد بعد على 399، لا يوجد عليها زكاة. هذا يختلف قليلاً مع رأي الشافعية الذين قد يأخذون بعين الاعتبار جميع أفراد القطيع بغض النظر عن العدد الحالي.

لكن رغم الاختلافات الطفيفة فيما يتعلق بالأوقاص في أنواع أخرى من بهيمة الأنعام مثل الإبل والبقر حسب مذاهب مختلفة، يبقى الاتفاق العام حول عدم وجود زكاة في الأوقاص الخاصة بالغنم ثابت ومؤكد. وذلك بناءً على الأدلة التاريخية والثابتة التي تم توثيقها عبر كتب الرسائل الرسمية للنبي محمد صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدين أبي بكر وعمر بن الخطاب رضوان الله عنهما.

على سبيل المثال، كتاب الرسالة الشهيرة لأبي بكر الصديق رضي الله عنه يشرح نظام تقسيم الزكاة للغنم بدقة: "في أربعين شاة شاة واحدة... وفي مائة وواحدة وعشرين شاتان... وفي مئتي وواحدة ثلاث شياه...وفي أربعمائة أربع شياه...ثم في كل مائة شاة". هنا، يمكن رؤية الوضوح المطلق بشأن كيفية تحديد واجبات الزكاة بناءً على كميات محددة من الغنام بدون أي اعتبار للأرقام المتوسطة بين تلك الكميات الموصوفة.

بالإضافة لذلك، يؤكد علماء الدين مثل الشيخ الزيلعي وابن عابدين وغيرهم من خلال مؤلفاتهم المختلفة مثل 'تبيين الحقائق' و'در المختار وحاشيته' على نفس المعنى بأن الأوقاص الخاصة بالغنم تعتبر عفuaً، وهذا يعني أنها مجانية وخالية من أي التزام بزكاة إضافية حتى لو كانت خارج حدود النصاب المحسوب بشكل فردي.

في النهاية، بالنسبة لتلك الملكيات التي تتراوح بين 201 وغنم وحتى أقل بكثير من 400 منها، بما في ذلك حالة الوصول إلى 399، فإن المشترك بين المدارس الفقهية الرئيسية هو اتفاقها على عدم فرض أي زيادة في زكاتها بالإضافة إلى الثلاث شیاه المطلوبة حالياً.