بعد سقوط بغداد بيد التتار أحد الأمراء الأيوبيين رفض أن يرضخ له، ورفض أن يعقد معاهدات السلام مع التتار، وقرر أن يجاهدهم حتى النهاية،
فاعتبر هولاكو أن هذا الرجل إرهابي، يريد زعزعة الاستقرار في المنطقة،
وهذا الأمير المسلم الذي ظل محتفظاً بمروءته وكرامته ودينه، هو (الأمير الكامل
محمد الأيوبي) رحمه الله أمير منطقة ميافارقين وهي تقع الآن في شرق تركيا إلى الغرب من بحيرة وان،
كان هولاكو يريد احتلال سوريا، فكان عليه أن يجتاز منطقة الجزيرة الواقعة تحت سيطرة الكامل محمد رحمه الله، وأن يمر في شمال العراق، وعلى الرغم من خنوع وخضوع معظم أمراء المنطقة، إلا أن
إخضاع إمارة ميافارقين بالقوة أصبح أمراً لازماً،
ومدينة ميافارقين حصينة جداً، وتقع بين سلسلة جبال الأسود، واحتلالها صعب جداً، وكان هولاكو قد بدأ بالطرق السهلة فحاول إرهاب الكامل وإقناعه بالتخلي عن فكرة الجهاد الطائشة،
فأرسل إليه رسولاً يدعوه فيه إلى التسليم غير المشروط، والدخول
فيما دخل فيه غيره،
ولكن الكامل أمسك الرسول النصراني قسيس يعقوبي وقتله، وقد كانت الأعراف تقضي ألا يقتل الرسل، ولكن الكامل محمد قام بذلك؛ ليكون إعلاناً رسمياً للحرب على هولاكو، وكنوع من شفاء الصدور للمسلمين؛ انتقاماً من ذبح مليون مسلم منذ أيام؛ ولأن التتار ما احترموا أعرافاً في
حياتهم، وكان قتل قسيس يعقوبي رسالة واضحة من الكامل محمد إلى هولاكو،
جهز هولاكو جيشاً ووضع ابنه( أشموط) قائدا
فتوجه الجيش التتاري إلى ميافارقين بعد أن فتح له أمير الموصل العميل بدر الدين لؤلؤ أرضه للمرور، فحاصر جيش التتار ميافارقين حصاراً شديداً،
وكما هو متوقع جاءت جيوش