- صاحب المنشور: أفنان العسيري
ملخص النقاش:
استطاع الإسلام عبر تاريخه الطويل تحقيق توازنا فريدا بين الحفاظ على القيم والأخلاق الإسلامية وبين تبني وتطوير العلم والمعرفة الحديثة. هذا التوازن يظهر جليا عندما ننظر إلى موقف الإسلام من التكنولوجيا والابتكار. في الواقع، تشجع الشريعة الإسلامية البحث العلمي وإبداع الإنسان، طالما يتم ذلك ضمن حدود المعايير الأخلاقية والإسلامية. دعونا نتعمق أكثر في هذه العلاقة الفريدة بين التقاليد الدينية والتطور التقني.
جذور التشجيع للعلوم في الإسلام
تُبرز العديد من الآيات القرآنية والثورات النبوية أهمية العلم والمعرفة لدى المسلمين منذ بداية ظهور الدعوة الإسلامية. يقول الله عز وجل في القرآن الكريم "اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (3) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ" [العلق: 1-4]. كما حث الرسول محمد صلى الله عليه وسلم على طلب العلم قائلا "
ويؤكد علماء الدين المسلمون باستمرار على دور العلم والأبحاث كوسائل مهمة لبناء المجتمعات المتقدمة ومقاومة الجهل والحاجة الاقتصادية. وقد اعتبره بعض المفكرين والدعاة المسلميين أمثلتهم الأعلى للإنجازات الإنسانية التي يمكن تحسين حياة البشر بها. ومن الأمثلة البارزة للمسلمين الذين لعبوا أدوارًا رائدة في تقدم العلم والفلسفة خلال عصر النهضة العربية الدكتور خالد بن يزيد وعمر بن عبد العزيز وغيرهما الكثير ممن برزوا بمستوى عالٍ من التدريس والعرفان بالأدب والشعر والفلك والكيمياء والطب والرياضيات.
الضوابط الأخلاقية في استعمال التكنولوجيا
بالرغم من دعم الإسلام للعلم والتقدم التكنولوجي، إلا أنه يشترط احترام مجموعة معينة من القواعد والمبادئ الأخلاقية أثناء القيام بذلك. يتضمن هذا حفظ السرية الشخصية وعدم استخدامها لأغراض ضارة أو محرمة دينيا كالإساءة لجيرانك المعروفة بالإفك والشائعات الكاذبة حسب التعريف الديني الأصلي لها والذي قد يؤدي لمشاكل اجتماعية كبيرة تهدد تماسك وتحضر المجتمَع العربي الإسلامي مثلاً باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي للتشهير بآخرين بدون سبب مشروع مما يخالف تعليماته الربانية بعدم الإضرار بأحد حتى لو كان عدو الخاص بك فكيف بالذي تربطكم صداقة وصلة قرابة! بالإضافة لتجنب نشر المحتويات المخلة بالحياء والإباحية والتي تخالف تعاليمه المقدسة وأوامره باتباع نهج الخُلق الحميدة واحتقار الأعمال الشريرة مهما بلغت شهرتها واسعة الانتشار حالياً بسبب تأثير الإنترنت على الحياة اليوميه لكل فرد تقريبا!. كذلك الحرص على عدم تضارب المصالح العامة الخاصة بالمستخدمين مع مصالح الآخر