الحكم الشرعي حول وجوب الزكاة واضح ومحدد: بمجرد أن يصل الشخص إلى الحد الأدنى من الأموال (النصاب) ويحل عليه عام كامل منذ الحصول عليها (الحول)، تصبح الزكاة واجبة فورًا وفقًا للشريعة الإسلامية. هذا هو رأي الجمهور من علماء المسلمين بما في ذلك الشافعية والحنابلة بالإضافة إلى بعض الفقهاء الحنفية. أما تأخير دفع الزكاة فهو غير مقبول إلا تحت ظروف خاصة مثل نقص السيولة المالية أو كون صاحب المال فقيرًا يحتاج إلى زكاته لتلبية احتياجاته اليومية ولكن بشرط أنه سوف يدفع لاحقا.

في سياق الأزمات الاقتصادية العالمية مثل جائحة كوفيد-19 التي تشهد إغلاق الأعمال وتوقف الدخول التقليدية، يمكن النظر للأمر بشكل خاص. إذا كنت تعمل الآن ولديك مدخرات تتطلب منها الزكاة بناءً على النصوص والنصاب والحول، فلا يجوز لك التأخير بحجة عدم اليقين بشأن مستقبلك المالي. الربتقة هنا هي حق الفقراء والمحتاجين، لذلك يجب التسليم بهذا الحق.

لكن، هناك جانب آخر مهم يتمثل في التعاون الإيثاري بين المجتمع الغني والفقيروي الأزمات. في مثل تلك الظروف، قد يكون من الضروري زيادة روح التبرع والإيثار لتحقيق العدالة الاجتماعية والدعم المتبادل داخل المجتمع. كما يشجع الدين الإسلامي الأفراد الذين يستطيعون تقديم المزيد على القيام بذلك، سواء عبر التعجيل بدفع الزكاة أو تقديم صدقات تطوعية. وهذا ليس فقط يساعد المحتاجين ولكنه أيضًا يعكس طابع البركة والعطاء الوارد ذكرها في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة.

وفي نهاية المطاف، مهما كانت الظروف الاقتصادية، تعتبر الزكاة عبادة تهدف لإعادة التوزيع العادل للموارد وتحقيق السلام الاجتماعي والاقتصادي ضمن مجتمع المؤمنين.