• صاحب المنشور: حنين الطرابلسي
  
  ملخص النقاش:
  تُعتبر ثورة الذكاء الاصطناعي واحدة من أهم التطورات التكنولوجية التي شهدها العالم مؤخرًا. وقد امتد تأثير هذه الثورة ليشمل العديد من المجالات الحيوية؛ ومن بين أكثر القطاعات تأثرًا بها قطاع الرعاية الصحية. فعلى الرغم من الفوائد الكبيرة لهذا القطاع العظيم، إلا أنه يتسم بالتعقيد والتباين الكبيرين، مما يجعل منه بيئة خصبة لتطبيق تقنيات الذكاء الاصطناعي بكفاءة عالية.

في هذا السياق، يمكن تصنيف التطبيقات المحتملة للذكاء الاصطناعي في مجال الرعاية الصحية إلى عدة فئات رئيسية: تشخيص الأمراض، إدارة المرضى، البحث العلمي والأبحاث الطبية الجزيئية، وأخيرا دعم الأطباء والمهنيين الصحيين.

1. التشخيص الدقيق للأمراض: تعد القدرة على التشخيص المبكر لأعراض معينة أمرًا حاسمًا لتحسين نتائج العلاج وتحسين جودة الحياة للمرضى. يستطيع الذكاء الاصطناعي مساعدة الأطباء على تحديد وتوقع احتمالية الإصابة بأمراض مختلفة بناءً على بيانات التاريخ الطبي للمريض وعوامل أخرى مثل الاختبارات الوبائية والمكتبات الضخمة للعينات البيولوجية. كما يساهم استخدام التعلم العميق والحوسبة السحابية في توفير حلول تشخيصية دقيقة وموثوقة أكثر مقارنة بالأسلوب التقليدي القائم على البشر وحدَه.

1. إدارة رعاية المرضى: تلعب تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي دور كبير أيضًا في عملية تنظيم وإدارة المعلومات الخاصة برعاية المرضى. فهي تساعد موفري الخدمات الصحية على تطوير نظام ذكي لرصد حالاتهم الصحية ومتابعة تقدمهم عبر الوقت، بالإضافة إلى التنبيه المبكر بأي تغييرات غير طبيعية قد تتطلب تدخلًا فوريا. وهذا يؤدي بصورة مباشرة لتحقيق مكاسب عديدة منها خفض تكاليف الرعاية الصحية وخفض معدلات إعادة دخول المستشفى نتيجة سوء حالة المرضى بعد مغادرة المؤسسات الطبية.

1. البحث والدراسة العلمية: يعد تقديم رؤى جديدة حول الظواهر الفيزيائية والكيميائية المتعلقة بجسم الإنسان أحد جوانب عمل الباحثين المعنية بتطوير أدوات علاج أفضل لحالات طبية محددة. لذلك، فإن توظيف البرمجيات المدربة باستخدام الخوارزميات الرياضية الدقيقة لإجراء تجارب بحث علمي افتراضي ذات اتساع واسع يوفر فرصة رائعة لمزيد فهم العمليات الداخلية للجسد البشري وفهم كيفية رد فعل أجسام مرضانا تجاه مختلف أنواع العقاقير الجديدة والمتاحة حاليًا وكذلك معرفة طرق استهداف خلايا السرطان بدقة شديدة للغاية.

1. الدعم الوظيفي للأطباء والفريق الطبي: أخيرًا وليس أقل شأنا من سابقتيهما، تعمل روبوتات الدردشة الآلية الآمنة والمجهزة بطرق مبتكرة لاستيعاب واسترجاع كم هائل من البيانات بهدف تمكين الأخصائيين من التركيز بشكل أكبرعلى الجانب الإنساني والعاطفي الخاص بعلاقتهم الطبية بالمريض عوضاعن عبء التعامل اليومي الروتيني معه بمافيه ذلك تسجيل معلومات شخصية متعددة وعدم نسيان أي تفاصيل مهمة سواء عند إجراءفحوصات سريرية ضرورية أم أثناء شرح خطط العلاج المقترحة والتي غالباً ماتكون طويلة ومعقدة نوعاً ما حسب نوع الحالة المصابة. وبالتالي ستتم زيادة كفاءة التواصل والإرشادات الطبية المقدمة للمرضى وبمرونة عالية جدًا بفضل وجود تلك المساعدات الإلكترونية