- صاحب المنشور: رنا بن زينب
ملخص النقاش:
استثمرت العديد من المؤسسات التعليمية حول العالم بكثافة في التكنولوجيا الرقمية مؤخراً، وتحديداً فيما يتعلق بالذكاء الاصطناعي. يشكل هذا الاندماج بين الذكاء الاصطناعي والتعليم تحولا كبيرا في كيفية تقديم المواد الدراسية واستقبالها، وكيف يستوعب الطلاب المعلومات ويتفاعلون مع معلميهم. يمكن لهذا التحول أن يؤدي إلى تعزيز تجربة التعلم وتحسين نتائج التدريس بطرق لم تكن متوقعة سابقا.
أدى استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي في العملية التعليمية إلى خلق فرص جديدة للتخصيص والتكيّف. على سبيل المثال، يوفر برامج مثل "إرو" (Duolingo) أو "كااهو" (Kahoot!) تدريباً فردياً لكل طالب بناءً على مستواه واحتياجاته الخاصة. هذه البرامج قادرة على تحديد نقاط ضعف القوة لدى كل طفل ثم توفير مادة دراسية مصممة خصيصا له لملء الفجوات المعرفية. بالإضافة إلى ذلك، فإن المساعدين الآليين للكتابة مثل جيميلان (Grammarly) يساعدون في تصحيح الأخطاء اللغوية أثناء الكتابة وهو أمر مفيد للغاية خاصة للمعلمين الذين يرغبون بتقديم ردود فورية ومفصلة على أعمال طلابهم الكتابية بدون الحاجة لقضاء ساعات طويلة في التصحيح اليدوي.
بالرغم مما سبق ذكره، هناك تحديات محتملة أيضا عند تطبيق تقنيات الذكاء الاصطناعي داخل النظام الأكاديمي. أحد أكبر المخاوف هو التأثير السلبي المحتمل لهذه التقنية على المهارات الاجتماعية والكفاءة الإنسانية التي تعتبر حاسمة لإعداد الشباب للعالم الواقعي خارج نطاق الفصل الدراسي. ثانياً، قد تتسبب اعتماد المدارس بشكل كامل على المنصات الذكية بلا حدود واضحة واضحة بشأن خصوصية البيانات الشخصية للأطفال والمراهقين مما يعرضهم لمخاطر غير ضرورية عبر الشبكة العنكبوتية العالمية. أخيرا وليس آخرا، تعد تكلفة تطوير تلك الأدوات وانتشارها حاجزا أمام الوصول العادل إليها بالنسبة للدول الفقيرة ومنظماتها التربوية المتعثرة ماليا مقارنة بنظرائهم الغربيين الأكثر ثراء وتميزا بمستوى أعلى من الاستقرار السياسي والاقتصادي بعكس دول الأخرى المنتجة والمصدرة للاستعمار الثقافي خلال العقود الأخيرة والتي مازالت تعاني حتى اليوم بسبب سياسة التجنيب لتلك الثروات الطبيعية والثقافية المحلية لصالح الدول المركزية عالي الدخل كدولة امريكا مثلا حيث قاموا باستنزاف خيرات الشعوب الأقل نفوذا عبر التاريخ الحديث والمعاصر وذلك بهدف تحقيق مكاسب اقتصاديه قصيرة الاجل عوض العمل علي ازدهاره الوطن العربي واقتصاده المستدام .
وفي النهاية ، إن دمج الذكاء الاصطناعي في مجال التعليم يحمل معه مجموعة متنوعة من الاحتمالات المثيرة ولكن كما هو الحال دائماً، ينبغي النظر مليًا في جميع الجوانب قبل اتخاذ قرار بهذا الشأن لأنه ليس مجرد مسألة تغيير تقني بل تغير ثقافي أيضًا ولابد ان نحترم جذور تراثilot_code:
هويتنا العربية الأصيلة وتعطي الأولوية لبناء شخصية الطفل وإحداث تأثير ايجابي عليه وعلى مجتمعاته المحلية المقيمة ضمن حدود الدولة الوطنية الواحدة وبالتالي فان دورنا كمختصين ياتي هنا عامل تشاور مهم لاتخاذ القرار المناسب والموائمة بينهما