يتعجب الكثيرون لماذا لم تنخفض قيمة الدولار الاميريكي بالرغم من رفع حجم المعروض من المال نتيجة أزمة كورونا؟ وهل بات انهيار الدولار الاميريكي وشيكا؟ وهل سيظهر التضخم في الولايات المتحدة ليفقد الدولار قيمته؟
كلها أسئلة مشروعة ولكنها قديمة متجددة. فمنذ فك ارتباط الدولار بالذهب...
تعود هذه الاسئلة على الواجهة كلما مر الاقتصاد الاميريكي (والعالمي عموما) بأزمات مالية تهدد مركز الدولار كعملة احتياط عالمية منذ الحرب العالمية الثانية.
ولنجيب عن هذه الاسئلة يحتاج أن نعلم اولا أن ما من عملة الا وجاء وقت استبدالها باخرى طال الزمان أم قصُر.
من شبه المستحيل تحديد توقيت فقدان الدولار منزلته بدقة متناهية فلا أحد يستطيع أن يجزم أن كانت هيمنة الدولار ستفقد مكانتها بعد شهر أو عقد من الزمان. ولكن ما يمكن نقاشه هو استنباط نقاط القوة التي يعتمد عليها الاحتياط الفيديرالي لضمان استمرار هيمنة العملة الأمريكية؟
ان وجدت هذا التحليل طويل بإمكانك التوقف هنا فالجواب باختصار هو مستوى "الثقة" بالدولار المبني على حجم الطلب العالمي.
أما إن أردت المزيد فهنا سأورد بعض النقاط بناءا على نظرتي لهذه القضية المهمة وعلى أقرأه باستمرار ومتابعتي للازمة المالية في ٢٠٠٨/٢٠٠٩ عن قرب وخبرتي في هذا المجال.
كيف يمكن للاحتياط الفيدرالي أن يطلق حافزًا نقديًا "غير محدود" بموافقة الكونغرس على حزمة بقيمة 2 تريليون دولار أمريكي وأن يظل مؤشر الدولار قويًا؟ يكمن الجواب في النقص المتزايد لتوفر عملة الدولار عالميا. أي أن المتوفر من الدولار عالميا أقل مما هو مطلوب. كيف ذلك ولماذا؟