لما علمت بترشح سعيد للرئاسة حاولت ما استطعت لأقناع النخبة السياسية وحتى الثقافية بأن الرجل ليس سويا وأنه سيمثل خطرا على الثورة وعلى تونس.وحاولت بيان أنه فضلا عن ذلك سلامته النفسية يمثل حصان طروادة الفرنسية والإيرانية ومن ورائهما إسرائيل فيكون غطاءا لجعلهما تونس مرتعا لعملائهما
فظن الكثير أني متحامل على الرجل إما لعلاقة غير ودية بينه وبيني أو لانحياز حزبي رغم علم الجميع أني لا انتسب إلى أي حزب . لم يدر بخلد المعلقين على موقفي حينها أن لي صورة على ما تحتاج إليه تونس لتحافظ على تحوله إلى رمز اخراج العرب من الاستثناء التاريخي بتجربة حقيقية مهما تعثرت.
كنت متوجسا من تكالب الأنظمة العربية في المغرق والمشرق خوفا من عدوى قد تمتد لكل الشعوب العربية فتسعى للخروج من الاستثناء والانتساب إلى العالم الديموقراطي مهما كان فيه من نفاق وازدواج المعايير لأنه أخف الشرين في عالم ليس فيه للمسلمين صديق لخوف الجميع من استئناف الإسلام دوره الكوني
ولم يكن موقفي مرتجلا بل لأني درست الرجل منذ أن لاحظت ادمان اعلام عبد الله عبد الله عليه خبيرا شبه وحيد في الكلام على المسائل الدستورية. فبحثت عما يمكن أن يخوله انتحال هذه الصفة فوجدت أول كذبة: فهو ليس استاذا ولم يكتب في حياته مقالا علميا وحيدا في القانون الدستوري وهو مساعد لا غير
نصحيح أن الشهادة ضرورية لكنها ليست كافية. ومع ذلك فقد أردت أن اعمق معرفتي به فحاورته وعرض علي ما سماه مشروع الرسالة التي لم يقدمها طيلة أكثر من ثلاثة عقود وادعى انها سرقت منه فوجدتها بدائية لا تسمن ولا تغني من جوع وقد عرضها يوم حصل على دكتوراه شرفية من إيطاليا.