- صاحب المنشور: غنى القاسمي
ملخص النقاش:
التأثير الكبير للتكنولوجيا على قطاع التعليم هو موضوع حديث الساعة. لقد غيرت الطرق التي نتعلم بها وننقل المعرفة بشكل كبير خلال العشرين عاماً الأخيرة فحسب. هذه التحولات قد تبدو لجهات خوفا شديدا لدى البعض بينما يراها الآخرون فرصة مثالية لتطوير النظام التقليدي للتعليم ليصبح أكثر فعالية وتفاعلية وملاءمة لنمط الحياة الحديث. وفي هذا السياق، سنستكشف كيف أثرت التكنولوجيا بالفعل وكيف يمكن لهذا التأثير أن يتطور نحو المستقبل.
**1. الوسائل الجديدة للنشر والوصول إلى المحتوى**:
في السابق، كان الوصول إلى المعلومات أمرًا محصورًا بالكتب والمكتبات الورقية؛ لكن مع ظهور الإنترنت وانتشار الانترنت عريض النطاق عالمياً، أصبح بإمكان أي شخص الحصول على كم هائل ومتنوع من المواد العلمية والمعرفية مجاناً وبسرعة عالية جدًا مقارنة بالأمس القريب. بالإضافة لذلك ظهر العديد من المنصات الرقمية مثل Udemy, Coursera, edX والتي توفر دروس وأبحاث جامعية معتمدة بمشاركة خبراء معروفين دوليًا - مما جعل فرص التعلم المتاحة أكبر بكثير وأكثر سهولة للمشاركين الراغبين بذلك بغض النظرعن مواقعهم الجغرافية أو ظروفهم المالية الخاصة بهم.
**2. التواصل والتفاعُلات بين الطلاب والأستاذ**:
لقد أتاحت تطورات تقنية الاتصالات الحديثة زيادة مستوى تواصل الأفراد فيما بين بعضهما البعض بطريقة لم تكن ممكنة من قبل نظم التدريس القديمة ذات الشعب الضخم نسبيا. الآن بات بالإمكان بناء شبكات افتراضية تجمع رفاق الدراسة مهما اختلفت مواقع تواجد كل منهم عبر استخدام أدوات متخصصة كالمنتديات الإلكترونية وغرف المحادثة الصوتية والبصرية وغيرها الكثير مما يساعد أيضا على دعم حل المشكلات المشتركة والحوار المثمر حول مواقف مختلفة ضمن بيئة تعليمية مرنة للغاية. كذلك فتح المجال أمام طرق جديدة لإجراء الاختبارات عن بعد باستخدام البرمجيات الذكية والتي تضمن عدالة العملية برمتها إضافة لما تتضمنه تلك البرامج من قدرتها الفائقة لحماية بيانات الطالب وحجب أي شكل محتمل للغش أثناء الامتحانات كما ذكرت سابقا. واستنادا لما سبق فإننا نشهد اليوم تغيرات كبيرة داخل نظام الحكم الأكاديمي نفسه حيث يتم إلغاء حاجز الوقت المكان المرتبط بنظام الحضور الفيزيائي التقليدي لصالح الاستفادة القصوى مما تقدمه تكنولوجيا عصرنا الحالي لمنظومة العمل التربوي ككل.
**3. الأثر الإيجابي السلبي: الفرص والتهديدات جنباً إلى جنب**:
بالمثل الذي ذكرناه سابقاً بشأن الجانب اﻹيجابي للأزمة العالمية جائحة كورونا وما صاحبها من فرض حجر صحي اجبارى علي جميع أشكال التنقل والسفر الداخلي والخارجي والذي أغلق المدارس والكليات لمدة طويلة مما اضطر معظم الدول للحاق بركب التقنيات المساعدة علي استمرار عملية التعلم اونلاين وهذا الأمر ليس جديد بل رافق انتشار انتشار وسائل الدفع الكتروني منذ سنوات ولم يصل حد التصدي لها إلا مؤخراً خاصة عقب تحدث الخبير الأمريكي الشهير "بوب واير" بأحدى مقابلاته الصحفية قائلاً إن مستقبل العالم سيعتمد بشدة وطرديه علي المدخلات الآليه وليس البشر لذلك يجب البدء بتعزيز المهارات الشخصيه لدي الشباب حالياً وإعداد جيل قادر علي المنافسة عالمياً ولديه القدرة اللازمة لاستيعاب طبيعة عمله المختلف باختلاف الزمان والمكان بلا عراقيل خارجية تؤثر بالسلب علي ادائه العملي . أما بالنسبة لاحداث سلبيه فقد لوحظ انخفاض ملحوظ لنسبة الانسانيه والعلاقات المجتمعيه الحميمة نتيجة الاعتماد الزائد والاستخدام الغير مدروس للتكنولوجيا بالموازاة مع عدم وجود تشريع واضح يكفل حقوق المستخدم العام ضد الشركات الخاصه المالكه لهذه الثوره وهو امر خطير اذا تم تجاهله لفترة طويله دون اتخاذ إجراءات احترازيه مناسبة لدعم حقوق الإنسان الأساسيه ومن ثَمَّ منع اختلال