- صاحب المنشور: كشاف الأخبار
ملخص النقاش:
تتسم العلاقات السياسية بين المملكة العربية السعودية والجمهورية الإسلامية الإيرانية بتقلباتها منذ الثورة الإسلامية عام 1979. وقد تطور هذا التوتر إلى نزاع خطير يؤثر بشدة على الاستقرار السياسي في منطقة الشرق الأوسط والعلاقات الدولية الأكبر. يعود توتر العلاقة أساسًا إلى مجموعة معقدة ومتداخلة من الجذور التاريخية والمعاصرة التي تتضمن المنافسة على النفوذ في المنطقة، الخلاف الديني والإيديولوجي، والقضايا المتعلقة بالأمن القومي لكل دولة.
على المستوى التاريخي، كانت هناك منافسة دائمة بين البلدين لأسباب تاريخية وجغرافية دينية. تعتبر كلتا الدولتين نفسها مركزا ثقافيا ودينيا رئيسيا للطائفة الشيعية والسنة على الترتيب. تعزز هذه الحساسيات الطائفية المخاوف لدى كلا الجانبين بشأن تأثير الآخر نفوذا أو سيادة داخل مجتمعيهما المحليين وفي المناطق ذات الأقليات ذات الاهتمام المشترك مثل العراق والبحرين ولبنان واليمن. كما يشعر النظام الملكي السعودي بالقلق حيال دعم إيران لحركات المعارضة الداخلية تحت مظلتها الدبلوماسية؛ بينما ترى الجمهورية الإسلامية الإيرانية التدخل الخارجي المزعوم للسعودية دعماً للمجموعات المعارضة لها داخلياً وخارجياً كذلك.
في الوقت الحالي، برز دور جديد لهذه التوترات بسبب الصراع السوري والنفوذ المتزايد لإيران في عدد من البلدان الأخرى ضمن نطاق "الشعوب الفارسية" حسب وصف بعض الكتاب الغربيين والتي تشمل أفغانستان وعراق وأجزاء كبيرة من لبنان وغيرها الكثير مما يعتبر جزء عضوي لنفوذها التقليدي عبر التاريخ القديم الحديث. إضافة لذلك فإن الحرب اليمنية تعد أحد أهم نقاط الاختلاف الرئيسية إذ تدعم الرياض قوات الحكومة الشرعية ضد ميليشيا الحوثيون المدعومة إيرانيا والذي يُنظر إليه على أنه تهديد مباشر لأمنها القومي خاصة بعد استهداف مطار أبها الدولي بصاروخ باليستي قبل أشهر قليلة وما صاحب ذلك من تبادل الاتهامات حول المسؤول عنه مباشرة.
إن وجود مصالح مشتركة اقتصادية وتجارية للعالم الإسلامي بشكل عام ومختلف دول المنطقة خصوصاً قد يساهم بطبيعة حال بالتخفيف المحتمل لهذا الوضع لكن يبدو حتى الآن عدم القدرة تحقيق تقدُُّم فعَّال نحو حلول مقبولة لدي الطرفان بسبب الانقسامات العقائدية والتاريخ الثقافي المرتبط ارتباط وثيق بجذر الأزمة الأساسية ومن ثم فأضحت تلك المنظورات والمواقف مغلقة أمام أي احتمال للحوار البناء وبالتالي زادت احتمالية توسع رقعة المواجهة لتشمل اكثر دول وشرائح المجتمع العربي مما ينتج عنه تأثيراً سلبي عميق علي الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي والسياسي ليس لديهم وحدها بل لجميع دول المنطقة وما يتبع ذلك من عواقب كارثية يمكن ان تمتد خارج الحدود الجغرافية لتلك الراكعة الصغيرة نسبياً مقارنة بباقي مناطق العالم المختلفة ديناميكيتها الخاصة بها بكل تأكيد .