• صاحب المنشور: هالة بن شماس
  
  ملخص النقاش:
  تطور تقنية الذكاء الاصطناعي بتسارع ملحوظ يشكل ثورة في مختلف القطاعات الاقتصادية والاجتماعية، ومن بينها قطاع التعليم. هذا التطور يفتح أبواباً جديدة للفرصة والاستثمار، ولكن كما هو الحال مع أي تغيير كبير، يحمل معه أيضًا تحديات محتملة تستدعي التأمل والدراسة العميقة. يُعدّ دمج الذكاء الاصطناعي في النظام التعليمي خطوة هامة نحو تقديم تعليم أكثر تخصيصاً وتفاعلية وجاذبية للمتعلمين. إليك بعض الجوانب الرئيسية لهذه الثورة التعليمية باستخدام الذكاء الاصطناعي:

**1. الفرص:\**

*التعلم الشخصي:* تقدم أدوات التعلم المدعومة بالذكاء الاصطناعي تجربة تعلم شخصية غير مسبوقة. يمكن لتقنيات المحادثة المعززة بالذكاء الاصطناعي مثل "Chatbots" فهم احتياجات المتعلم الفردية وتحسين عملية التدريس بناء عليها، مما يعزز الفهم والمعرفة لديهم. هذه التقنية ليست مقتصرة على صفوف اللغة العربية فحسب، بل تتجاوز ذلك لتشمل جميع المواد الأكاديمية الأخرى أيضاً.

*تحليل البيانات واستخراج المعلومات:* الذكاء الاصطناعي يساهم بأدوار مهمة في جمع بيانات حول الأداء الطلابي وتعليقات المعلم والمشاركين في العملية التعليمية بشكل عام. وهذا يسمح بإجراء تحليلات دقيقة لاستنتاج استراتيجيات تدريس مبتكرة وفعالة لجميع المستويات الدراسية المختلفة. لذلك يعد استخدام خوارزميات الذكاء الاصطناعي وأنظمة توصيل المحتوى طريقة فعالة لتحقيق نتائج أفضل لأهداف المؤسسات التعليمية سواء أكانت جامعات أو مدارس أو مراكز تدريب مهني وغيرها الكثير من المنظمات ذات الصلة بهذا المجال الحيوي.

**2. التحديات:\**

*استبدال دور المعلم:* هناك مخاوف بشأن الاعتماد الزائد على البرامج الآلية التي قد تؤدي إلى قلة الدور الإنساني للمدرس الذي يعمل كمرشد وموجه ورفيق للمعارف الجديدة للمتعلمين خاصة عند الحديث عن مراحل السن المبكرة حيث يلعب العنصر النفسي والأخلاقي دوراً محورياً في تشكيل شخصيات الأطفال مستقبلاً. لذا يجب التنبيه هنا بضرورة تحقيق توازن مناسب بين الاستخدام الأمثل للتكنولوجيا الحديثة وفي نفس الوقت الحرص الشديد للحفاظ على القيم الاجتماعية والعادات الثقافية الأصيلة لمنطقة الشرق الأوسط تحديدًا والتي تتميز بثراء ثقافي وفلسفي مميز عن باقي المناطق بالعالم.

*مسائل الأمن والخصوصية:* يتطلب تطبيق حلول ذكية تعتمد على تكنولوجيا متقدمة حماية كبيرة لحفظ سرية واستقرار معلومات المستخدم الشخصية المتعلقة بشكل مباشر بسجلاته الصحية والنفسية والإنجازات العلمية الخاصة به أثناء وبعد عملية تلقي خدمات مبتكرة مقدمة عبر شبكات الإنترنت العالمية حالياً وما سيأتي لاحقا أيضا إن لم يتم وضع سياسات واضحة وشاملة تضمن عدم انتهاكا حقوق الأفراد ضمن حدود القانون الوضعي والشرعي كذلك الأمر بالنسبة لعناصر أخرى متعلقة بحياة الأشخاص اليومية مثل وسائل التواصل الاجتماعي الغربية المنتشرة بكثافة داخل المجتمع العربي مثلا والذي يستحق دراسة متأنيه لما لهذا الموضوع الخطير من آثار طويلة المدى ستؤثر حتماً علي مجريات الحياة الاجتماعيه للفرد ومجتمعه طويل المدى بلا شك .