- صاحب المنشور: البوعناني بن شريف
ملخص النقاش:
استفادت الصناعة التعليمية بكثافة من تطوير التقنيات الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي (AI) مما أدى إلى تحولات جذرية. يكمن الهدف الرئيسي لهذا التحول الرقمي في توفير بيئة تعلم أكثر تخصيصا وإنتاجية ومستدامة للمتعلمين والمعلمين على حد سواء. تشمل فوائد AI مجموعة متنوعة ومتكاملة منها التقييم الآلي للواجبات المنزلية والامتحانات، إنشاء محتوى دراسي مصمم خصيصاً لكل طالب بناءً على احتياجاته الفردية واستيعابه، بالإضافة إلى تقديم دعم شخصي قائم على الذكاء الاصطناعي والذي يمكن استخدامه لتوجيه الطلاب نحو المسارات الأكاديمية المناسبة لهم.
تُظهر هذه الفرص الإمكانات الهائلة التي يوفرها استخدام تقنية الذكاء الاصطناعي داخل نطاق التعليم. ومع ذلك، فإن عملية التنفيذ ليست خالية تمامًا من المخاطر والتحديات المحتملة والتي تتطلب اهتمامًا كبيرًا أيضًا. تعد خصوصية البيانات وأمانها أحد أهم القضايا المطروحة؛ حيث يتعين وضع قواعد تنظيمية واضحة تضمن حماية المعلومات الحساسة المرتبطة بالمعلمين والمتعلمين ضد أي عمليات اختراق أو سوء إساءة الاستخدام المحتملة. علاوة على ذلك، هناك اعتراض آخر يتمثل في ضرورة توافر بنية تحتية رقمية فعالة وقابلة للتوسعة لضمان عدم وجود عوائق أمام الوصول إلى موارد التعلم المدعومة بتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي المتاحة عبر الإنترنت خاصة بالنسبة لأولئك الذين يعيشون مناطق ريفية بعيدة جغرافياً. أخيرا وليس آخراً، يستحق ذكر الدور المحوري للإنسان خلال الثورة الرقمية الجديدة - إذ ينبغي النظر إلى الروبوتات والإرشادات البرمجية كأدوات مساعدة توفر معلومات مفيدة ولكن ليس بديلة للأستاذ الذي يبقى محور العملية التربوية الأساسية لحظة التواصل الإنساني الحيوي بين المعلم والتلميذ.
في حين أنه من الواضح أن تكنولوجيات المستقبل ستلعب دوراً رئيسياً فيما يتعلق بإعادة تعريف مستقبل قطاع التعليم العالمي وما بعده، إلا أنها لن تقوم بذلك بمفردها بدون توجيه بشري واضح واتخاذ القرار المسؤول والصحيح تجاه هذه التأثيرات الناشئة بقصد تحقيق نتائج مثمرة تحقق أفضل نمو ممكن لكلا الجيل الحالي والمستقبلي مع ضمان حقوقهم بالحصول العادل والدائم لموارد العلم الحديث ذاته!.