- صاحب المنشور: نعيمة الراضي
ملخص النقاش:
في زمن تتسارع فيه وتيرة التقدم العلمي والتكنولوجي بشكل ملحوظ، يبرز دور التعليم كعامل حاسم لبناء مجتمع معرفي متطور ومثقف. وفي هذا السياق يأتي الدور المحوري للإسلام باعتباره دين شامل يشجع على التعلم والمعرفة منذ نشأته الأولى. يؤكد القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة على أهمية طلب العلم واحترام المعرفة، حيث يُعتبر النبي محمد صلى الله عليه وسلم قدوة حسنة في ذلك عندما قال: "طلب العلم فريضة على كل مسلم".
يسلط الضوء على القرآن الكريم العديد من الآيات والأحاديث التي تشدد على قيمة التعلم وأهميته في حياة الفرد والمجتمع. مثلاً، يقول تعالى في سورة العلق: "
يتناول الإسلام جوانب متنوعة للتعلم والتربية، مثل تعزيز البحث العلمي واستكشاف الطبيعة والحفاظ عليها. فالإنسان المسلم مدعوٌ لتكون لديه روح استطلاع دائم تجاه العالم من حوله، مستخدمًا عقله وفطنته لفهم أحكام الحياة وآليات عمل الكون وفقاً لقول الحق تبارك وتعالى:
تشهد تجارب تاريخية عديدة كيف نجحت بعض البلدان ذات الأغلبية المسلمة في مجالات معينة بسبب التركيز على التعليم والبحث العلمي، وعلى سبيل المثال الهندسة والفلك والطب وغيرها الكثير خلال العصور الذهبية للمسلمين. ولكن بالمقابل فإن هناك حاجة ماسة اليوم لمراجعة سياسات التعليم الحالية وتحسينها بما يتماشى مع القيم الإسلامية الأصيلة حتى يتمكن جيل جديد من الشباب العربي والإسلامي السير بخطى ثابتة نحو النهوض بمستقبل أفضل يستند إلى أسس راسخة للاستقرار الثقافي والعلمي.
إن ربط التقنيات الحديثة بالمعارف الإسلامية القديمة يمكن أن يحدث ثورة نوعية في مجال التربية والتعليم، خصوصا باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي والتطبيقات المتخصصة والتي تساعد الأطفال والشباب على فهم النصوص الشرعية بطريقة أكثر جاذبية وإبداعاً سواء كانت تلك الوسائل موجهة مباشرة أو ضمنيا ضمن محتويات أخرى جذابة لهم كالرسوم المتحركة والبرامج التفاعلية وغيرها. وبذلك نضمن ترسيخ دعائم الثوابت الدينية لدى الناشئة جنبا إلى جنب مع تحفيز رغبتهم للمشاركة الفعالة بحياتهم الاجتماعية المستقبليّة المبنية على أسس علمانية سوية تساند جهود التنمية الوطنية الشاملة للدول العربية والإسلامية عموماً.