تكيس المبايض، المعروف أيضًا باسم متلازمة تكيس المبيض (PCOS)، هو حالة صحية شائعة يمكن أن تؤثر على خصوبة المرأة ونمط حياتها بشكل عام. هذا المقال يهدف إلى تقديم نظرة شاملة حول أسباب هذه الحالة وأبرز طرق العلاج المتاحة حاليًا.
تكيس المبايض يحدث عندما تتوقف المبيضات عن إطلاق البيوض بصورة منتظمة، مما يؤدي إلى خلل هرموني وتكاثر غير طبيعي للخلايا داخل المبيض نفسه. هناك عدة عوامل قد تساهم في ظهور هذه الحالة، بما في ذلك العوامل الوراثية، زيادة الوزن، مقاومة الإنسولين، والإجهاد النفسي.
العوامل الوراثية تلعب دورًا مهمًا، فإذا كانت إحدى قريبات الدرجة الأولى مثل الأم أو الأخوات تعاني من PCOS، فإن فرص الإصابة تكون أعلى بنسبة 40-50%. بالإضافة إلى ذلك، تشير الدراسات إلى وجود ارتباط بين فرط نشاط الغدة الدرقية ومقاومة الإنسولين لدى النساء المصابات بتكيس المبايض.
الوزن الزائد أو السمنة هي أحد أهم المحفزات لتكيّس المبيض؛ إذ تعمل الدهون الزائدة في الجسم بشكل سلبي ضد وظيفة الإنسولين الطبيعية، ما يؤدي لمستويات مرتفعة منه وبالتالي ارتفاع مستوى الهورمون الذكري (التيستوستيرون). وهذا بدوره يساهم بخلق بيئة غير ملائمة لإطلاق البويضات وخروجها بصورة منتظمة.
من جانب آخر، يعد الضغط النفسي عامل خطر قابل للتأثير عليه والتخفيف منه عبر تنمية مهارات إدارة الوقت واستراتيجيات الاسترخاء المختلفة، كاليوغا وتمارين التنفس التدريجي والاستماع للموسيقى الهادئة. ممارسة الرياضة المنتظمة والحفاظ على نظام غذائي صحي غني بالألياف والخضروات الطازجة يساعدان كثيرًا في التحكم بمستويات الهورمون وتعزيز الصحة العامة للجسم.
تشمل علاجات تكيس المبايض مجموعة متنوعة من الخيارات اعتمادا على شدتها وعلى مدى تأثيرها على حياة الشخص اليومية وحالة طفل الأنبوب لديه إن وجدت. قد يشمل العلاج الأدوية التي تساعد على تنظيم الدورة الشهرية وتحفيز الإباضة باستخدام حبوب منع الحمل أو مضادات الأندروجينات وغيرهما. بينما يعطي الحقن المنشطة للإباضة نتائج أكثر نجاحًا خاصة عند الرغبة بالحمل. وفي حالات معينة، يُوصَى بإجراء عملية منظار البطن لاستئصال أكياس صغيرة موجودة بالمبيض أو تنظيف تجويف الرحم وتقييمه للحصول على صورة واضحة لحالة بطانة الرحم والرحم نفسها ومعرفة سبب عدم القدرة على الحمل إذا كان هنالك مشكلة بالعقم بالفعل.
إن إدراك سبب المشكلة واتخاذ خطوات فعالة نحو التعامل معه يعد مفتاح النجاح في علاج تكيس المبيض ومنع تفاقمه مستقبلاً. لذلك ينبغي استشارة الطبيب المتخصص للحصول على تشخيص دقيق وخطة علاج شخصية تناسب حالتك الصحية الخاصة بكِ.