- صاحب المنشور: سمية البوخاري
ملخص النقاش:
تناولت هذه المحادثة تناقضًا مثيرًا للاهتمام تمثله سان توريني الإغريقية؛ حيث يجسد جمالها الأخاذ الخارجي تحديات الفساد والاستغلال داخل مجتمعاتها، مما يضع أمامنا تساؤلات عميقة حول كيفية التصدي لهذه التحديات مع الاحتفاظ بالقيم الدينية والثقافية.
بدأ النقاش بتقييم شامل لما تقدمه سمية البوخاري، إذ أثنى كل من "نور بن عبد الله" و"رندة بنت زيد" على أفكار بعضهما البعض، والتي تتمحور حول دور التعليم الديني في زرع الروافع للأخلاق والقيم ضمن البيئة التعليمية وبناء هياكل قانونية منظمة تمنع الفساد وتدعم الشفافية والمسائلة.
وأكد "نور بن عبد الله"، بالإضافة إلى ذلك، أنه بغرض تعزيز المنظومة الثقافية والدينية الحافظة لدى الشباب الصاعد وحماية انضباطهم الشخصي، يجب العمل باستمرار على تطوير سياسات عامة صلبة ومؤسسية مطورة للتشدّد على محاسبة مرتكبي الأعمال الفاسدة مهما بلغ حجم نفوذهم. ومن منظور آخر ذهب إليه "رابح البنجلاشي"، فقد شدد أيضاَ على الحاجة الملحة لنظام قانوني فعال قادرٌ على مواجهة أي خرق للقواعد بغض النظرعن مكانة صاحب القرار التنفيذي. وعلى الرغم من اختلاف توضيحات الآراء والمشاركات المختلفة إلا أن منطلق الجميع اتفق بأن التركيز الأكبر والأوسع ينصب نحو مضمار التدريس الإسلامي قبل البدء بإصلاحات النظام العام والنظام السياسي نفسه.
وفي نهاية الأمر، دعا الخطابان لإقامة مباني دستورية جديدة ترتكز عليها دول المنطقة العربية لتضمن عدم تفشِّی الرياء وانتشار الرشوة مجددًا، وذلك بالتزامن مع بذل مزيد من الجهد لاعتماد رؤية تربوية شاملة تلبي متطلبات وقتنا الحالي وما يستجد منه مستقبلًا كذلك.
وتجلَّى جوهر الحوار الرئيسي هنا لينتهي بهذا الاستنتاج الواضح بأنه ليست هنالك طريقة موحدة وحديثة لحلول تلك المستويات المستفحلة من الإنحرافات الأخلاقية دون إجراء عمليات تغيير اجتماعي واسعة النطاق عوضًا عنها سيولد لنا فسادا اكبر وأبعد أعوانه وطأة على المدى الطويل.