(ذكر شيء من خبر النبي إبراهيم وابنه إسماعيل عليهما السلام)
في الصحيح عن ابن عباس قال: « لما كان بين إبراهيم وبين أهله ما كان، خرج بإسماعيل وأم إسماعيل ومعه شنة فيها ماء، فجعلت أم اسماعيل تشرب من الشنة فيدرّ لبنها على صبيها، حتى قدم مكة، فوضعها تحت دوحة فوق زمزم في أعلى المسجد https://t.co/ZL79PhSC3i
-وليس بمكة يومئذ أحد وليس بها ماء- ووضع عندهما جرابا فيه تمر وسقاء فيه ماء، ثم قفى إبراهيم منطلقا، فتبعته أم إسماعيل، فلما بلغوا كداء نادته من ورائه: "يا إبراهيم !، أين تذهب وتتركنا بهذا الوادي الذي ليس به أنيس ولا شئ؟"، فقالت له ذلك مرارا، وجعل لا يلتفت إليها، فقالت له: "آلله
الذي أمرك بهذا؟"، قال:"نعم"، قالت:"إذن لا يضيعنا"، وفي لفظ:"إلى من تكلنا؟"، قال:"إلى الله"، قالت:"رضيت"، ثم رجعت، فانطلق إبراهيم حتى إذا كان عند الثنية حيث لا يرونه، استقبل بوجهه البيت، ثم دعا بهؤلاء الدعوات، ورفع يديه فقال: { ربنا إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك
المحرم ربنا ليقيموا الصلاة فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون }، وجعلت أم إسماعيل ترضعه وتشرب من الشنة فيدر لبنها على صبيها، حتى إذا نفد ما في السقاء عطشت وعطش ابنها، وجعلت تنظر إليه يتلوى - أو قال: يتلبط - فانطلقت كراهية أن تنظر إليه، فوجدت الصفا
أقرب جبل إليها، فقامت واستقبلت الوادي تنظر: هل ترى أحدا؟، فلم تر أحدا، فهبطت من الصفا، حتى إذا بلغت الوادي رفعت طرف درعها، ثم سعت سعي الإنسان المجهود حتى جاوزت الوادي، ثم أتت المروة، فقامت عليها، فنظرت هل ترى أحدا؟، فلم تر أحدا، ففعلت ذلك سبع مرات، قال ابن عباس: قال النبي ﷺ: