- صاحب المنشور: إباء بن زروق
ملخص النقاش:
في عالم يتغير باستمرار بسرعة مذهلة، أصبح التعليم الجيد والدافع نحو التعلم مدى الحياة ضروريتيَين حاسمتين لتحقيق التنمية الشخصية والمهنية المستدامة. إن رفض الفرد لتطوير معرفته مهاراته يعد تحديا كبيرا، خاصة في هذا العصر الذي تتسارع فيه وتيرة التكنولوجيا والتغيرات الاقتصادية العالمية. يركز هذا المقال على كيفية جعل التعليم محركا رئيسيا للتطور الشخصي والمهني طوال العمر وكيف يمكن أن يؤثر ذلك إيجاباً على المجتمع ككل.
المعرفة قوة: فهم أهمية التعليم لضمان النمو الشخصي والمستقبلي
تعتبر المعرفة أساس القوة الحقيقة لكل فرد ومجتمع. يشجع الإسلام بشدة البحث عن العلم والمعرفة حيث قال النبي محمد صلى الله عليه وسلم "طلب العلم فريضة على كل مسلم". يعزز هذا البيان المحور الأساسي لأهمية الشغف بالحصول على المعلومات الجديدة وزيادة المهارات خلال مسار حياتنا بأكملها. ولكن كيف يمكن تحقيق ذلك؟
بناء قاعدة قوية: التركيز على العملية منذ الصغر حتى الكبار
يبدأ تعزيز دافع التعلم لدى الأفراد عندما تكون شبابه وأطفالهم تحت الرعاية الأبوية والإرشادية المناسبة. توفير بيئة تحترم وتعظم دور الكتاب والقراءة بالإضافة إلى تشجيع الاستفسارات الفضولية هي بداية الطريق للنهوض بمواهب الطفل وإعداده لمستقبل مليء بالاستكشاف الذاتي المتواصل.
ومن جهة أخرى، فإن الأشخاص البالغين الذين يسعون جاهدين لبناء مستقبل أفضل لهم ولأسرهم لديهم أيضا الفرصة للحاق بركب التحسين الذاتي عبر عدة طرق منها:
1- الاشتراك ببرامج تدريبية وعروض علمية مختلفة سواء كانت مباشرة أو افتراضية متاحة الآن بكثرة بسبب انتشار الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي المختلفة التي تستغل هذه الثورة التقنية لنشر الثقافة والمعارف المختلفة مجانا غالبا. 2- الانخراط بالمكتبات العامة واستخدام خدماتها الواسعة والتي توفر العديد من الأعمال الأدبية المفيدة وغيرها كترويج مؤلفات أدبية جديدة لدعم قطاع النشر العربي. 3- حضور ندوات نقاشية وجلسات تبادل تجارب شخصيات ناجحة لإلهام الآخرين بنماذج عملية واقعية تمكنهم من احتراف مجال دراسي جديد مثلا بعد تغيير وجهتهم الوظيفية بتوفيق رباني سبحانه وتعالى. 4- تطوير الذات النفسية والسلوكية أيضًا أمر ملزم بحسب سنة الرسول الكريم ودينه المطهر والخاتم والذي جاء بالأمر بذلك ضمن الحديث الشريف التالي" إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث صدقة جارية وعلم ينتفع به وولد صالح يدعو له." فهذه وصايا نبينا محمد صلوات الله عليه وعلى اله وصحبه اجمعين والتي تعد دليل ارشادي مهم لنا جميعًا للاستقامة طريق الحق والصواب . أخيرا وليس آخر ذكر الحديث القدسي بصريح العبارة:"إن أحبكم إليَّ وأقربكم منِّي مجلسًا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقًا". إذن فالصدق والأمانة والحكمة والعقلانية جزء أصيل وثابت لاتخاذ القرارات المصيرية الخاصة بالتوجهات المستقبلية للمرء وبالتالي فهو أمر مسؤوليتنا