• صاحب المنشور: الشريف بن شعبان
  
  ملخص النقاش:
  

  أحدثت التكنولوجيا ثورة شاملة في مختلف المجالات خلال العقود الأخيرة، ولم تكن القطاع الصحي استثناء. مع تطور الذكاء الاصطناعي بسرعة هائلة وأدوات التعلم الآلي المتقدمة، فتح الباب أمام فرص جديدة لتحسين جودة وكفاءة الخدمات الطبية المقدمة للمرضى. يلعب الذكاء الاصطناعي دوراً حاسماً في تشخيص الأمراض مبكراً، وتخطيط الجراحات الدقيقة، وتحليل البيانات الضخمة لفهم الأنماط الصحية الفريدة لكل فرد.

إحدى أشهر تطبيقات الذكاء الاصطناعي في مجال الطب هي استخدام الخوارزميات لفحص الصور الطبية مثل الأشعة السينية والتصوير بالرنين المغناطيسي بحثاً عن علامات شذوذ محتملة قد تفلت من عين البشر المرهقة. على سبيل المثال، تم تدريب نظام AI لتشخيص سرطان الثدي بناءً على صور mammograms بنسبة دقة متفوقة مقارنة بطبيب عادي. كما يمكن لنظام آخر المساعدة في تحديد انزلاقات غضروف الظهر استنادًا إلى بيانات التصوير بالرنين المغناطيسي مما يعطي التشخيص الطبي مزيداً من الدقة والثبات.

التنبؤ بالمستقبل - طب شخصي

تعتبر القدرة على تقديم رعاية صحية شخصية أحد أكبر المكاسب المحتمل لاستخدام الذكاء الاصطناعي. إن دراسة التاريخ المرضي لشخص واحد واستخدامه كمدخل للحصول على توقعات مستقبلية مفصلة يعد خطوة كبيرة نحو علاج أكثر فعالية. يستخدم الباحثون تقنيات Machine Learning لرصد نمو السرطان باستخدام بيانات fMRI الشخصية والدوائر العصبية لدى 환자 المصابين بالتصلّب المتعدّد لمراقبة تقدم حالتهم والتعديل المستمر للعلاج وفقا لذلك.

أتمتة إدارة المعرفة والأدوية الجديدة

يساهم تطوير أدوات ذكية للبحث العلمي وفهرسة المعرفة الطبية أيضًا في تسريع عملية تطوير الأدوية الجديدة وتعزيز الكشف المبكر للأمراض الوراثية وغيرها من الحالات التي كانت يصعب تتبع مصدرها سابقًا بسبب تعقيداتها الجينية والفردية الشديدة.

مع ذلك، يواجه تطبيق هذه التقنية تحديات أخلاقية واجتماعية تحتاج إلى مواجهة وعناية خاصة؛ مثلاً ضمان عدم تعرض خصوصية مرضانا وانتهاك حقوقهم لحماية البيانات أثناء وجود كم كبير منها تحت تصرف أجهزة الكمبيوتر المركزية والمختبرية العالمية المختلفة والتي تستوجب تنظيم قوي ومتماسك لحفظ سر المشتركين فيها والحفاظ عليها بعيدا عن أي سوء استخدام.