- صاحب المنشور: كشاف الأخبار
ملخص النقاش:
في عصرنا الحالي الذي تتسارع فيه تقنيات الثورة الصناعية الرابعة وتتأثر به جميع جوانب الحياة، يطرح موضوع تفاعل المجتمع المسلم مع هذه التطورات تحدّياً فريداً. فالإسلام كدين شامل يشجع على طلب العلم والمعرفة، وهو الأمر الذي تجسدت مظاهره منذ الفترات الأولى للإسلام حيث دعم الخلفاء الراشدين نشر المعرفة وترجمة الكتب الأجنبية إلى اللغة العربية. وهذا النهج يمكن اعتباره دعوة ضمنية لاستخدام العلم الحديث ومواصلة البحث المستمر عنهما بهدف تطوير العلوم والفهم العام للأمور الحيوية للمجتمع البشري.
وعلى الرغم من ذلك، يتوجب علينا التأكد من اتباع مبادئ الشريعة الإسلامية عند دمج التكنولوجيا في حياتنا اليومية؛ إذ ينصب التركيز الأساسي لهذه المناقشة حول كيفية تحقيق توازن بين المحافظة على القيم الدينية والإرشادات الشرعية وبين الاستفادة القصوى مما توفره لنا تكنولوجيا القرن الواحد والعشرين. يعكس هذا التوازن أهمية فهم الطبيعة الدينامية للتكنولوجيا وكيف يمكن توجيهها بشكل مسيطر عليه لتخدم مصالح المسلمين وتحترم معتقداتهم وقيمهم.
إحدى وجهات النظر الرئيسية التي تستحق النظر هي ضرورة عدم تجاهُل المُثُل والممارسات الثقافية التي قد تؤدي إليها بعض أشكال استخدام الذكاء الاصطناعي والأدوات الرقمية الأخرى. فعلى سبيل المثال، إن انتشار الصور غير الأخلاقية أو المحتويات الضارة عبر الإنترنت يثير مخاوف بشأن تأثير مثل تلك المواد على الشباب والشباب المسلم خاصةً. وفي الوقت ذاته، تُظهر العديد من المشاريع الناشئة الناجحة المتعلقة بتطبيقات العمل الخيرية وأنظمة التعليم الإلكتروني كيف يمكن للتقنيات الحديثة تعزيز قيم الإيثار والجهد المعرفي لدى الأفراد داخل مجتمعاتهم المحلية وخارجها أيضًا.
بالإضافة لذلك، تلعب الهوية الشخصية دوراً حاسماً فيما يتعلق بكيفية ارتباط الناس بأنفسهم وعائلاتهم وثقاؤهم بمجموعات اجتماعية أكبر. لنفترض وجود برنامج قائم على التعرف على الوجه يستخدم لاعتراض دخول الأشخاص لمكان عام - وهذه قضية حساسة بالفعل بالنسبة لأصحاب الفكر الحر والحريات المدنية عمومًا ولكن لديها تأثيرات أكبر عند تطبيقها ضمن السياق الاجتماعي والديني الخاص بنا كمجتمع مسلم. هنا تكمن حاجتنا للجوانب القانونية والقانون الدولي الإنساني باعتبارهما خط دفاع آخر ضد أي انتهاكات لحقوق الإنسان واستقلال الأفراد بينما نستعرض آفاق مستقبل تكنولوجيات مراقبة مماثلة لها ذات يوم وقد تصبح متاحة علنيا أكثر فأكثر.
وفي نهاية المطاف، يكمن جوهر الحل المقترح للحفاظ على النظام البيئي المتنامي باستمرار للتكنولوجيا مبتعدا عن أي تضارب محتمل مع العقيدة الإسلامية في الاعتماد الكاملعلى تشريع الله عز وجل كأساس لكل القرارات المصاحبة لهذان المجالان المختلفان تمام الاختلاف ولكنهما قابلا للتوحد بإذن الله سبحانه وتعالى إذا تم فهم طبيعة كل منهما وفقه استخدامه وفقاً لما رسمه ديننا الحنيف والذي يعد أفضل نظام حكم قابل لتحقيق العدالة