البهاق هو حالة جلدية مزمنة تؤدي إلى فقدان اللون الطبيعي للجلد والشعر في المناطق المصابة. رغم أنه ليس مرضا معدياً ولا يشكل خطراً حقيقياً على الصحة العامة، إلا أنه قد يكون له تأثير كبير على نوعية الحياة بسبب الخصائص المرئية والعاطفية المرتبطة به. يعتمد فهم سبب هذا المرض بشكل كامل على عدة عوامل معقدة تتداخل بين الجوانب الوراثية والمناعة الذاتية والبيئية.

1. العوامل الوراثية: بعض الأبحاث تشير إلى وجود علاقة قوية بين التاريخ العائلي للإصابة بالبهاق وخطر التعرض للمرض. حوالي 25-30% من الأشخاص الذين يعانون من البهاق لديهم تاريخ عائلي للإصابة بهذا المرض، مما يدعم فكرة الدور الكبير للجينات في تطوير الحالة. ومع ذلك، فإن دور الجينات الفعلي معقد ويستلزم أكثر من عامل وراثي واحد للتسبب في ظهور الأعراض.

1. الاستجابات المناعية الذاتية: الجسم لديه نظام دفاع يسمى النظام المناعي، والذي يعمل على منع العدوى والحفاظ على السلامة الداخلية للجسد. في حالات مثل البهاق، يمكن لنظام المناعة الاستجابة بطريقة غير طبيعية وتبدأ في مهاجمة الخلايا الصبغية الموجودة في الجلد، وهي خلايا تُعرف باسم الميلانوسيتس والتي مسؤولة عن إنتاج لون الجلد. هذه العملية المعروفة باسم "المناعة الذاتية" هي السبب الرئيسي لحدوث البهاق عند العديد من الأفراد.

1. التعرض البيئي: على الرغم من عدم توفر أدلة واضحة حتى الآن حول تأثير محدد للعناصر الخارجية كالضوء الشمسي ومواد كيميائية معينة والأدوية وغيرها على إحداث البهاق مباشرةً، إلا أنها قد تلعب دورا ثانويا كمحفز لأول هجوم لمُعدِّلات المناعة الذاتية لدى الشخص المهيئ وراثيا لذلك.

1. الجنس والديموغرافيا: الرجال والنساء معرضون بنفس القدر للإصابة بالبهاق ولكنه غالبا ما يتم ملاحظة اختلافات فيما يتعلق بأنواع وأشكال البهاق بناءً على العمر والجنس والتاريخ الثقافي والإثني للأفراد المتضررين.

وفي نهاية المطاف، يعد البهاق ظاهرة متكاملة ومتعددة العوامل وليست نتيجة لسلوك سلوكي أو قرار شخصي واضح النوايا. إن الجمع بين البحث المستمر والاستراتيجيات الواعدة العلاجية يساهم باستمرار نحو تحسين تنوع خيارات الرعاية الصحية المتاحة لتلك التي تعاني منه سواء كانت تلك الخيارات طبية أو نفسية اجتماعية أو بدنيةsupported.