- صاحب المنشور: أكرم الحساني
ملخص النقاش:
التطورات المتسارعة في مجال الذكاء الاصطناعي (AI) قد أثارت نقاشًا واسعًا حول دورها وقيمتها لمستقبل المجتمع البشري. بينما يرى البعض أنه عامل محرك للابتكار والتقدم التقني، يشعر آخرون بالقلق بشأن تبعاته المحتملة على الوظائف، الخصوصية والأمان الاجتماعي بشكل عام. هذا المقال يحاول استقصاء هذه القضايا لتقديم منظور متكامل يتناول كل الجوانب المرتبطة بالتوازن بين الذكاء الاصطناعي والمجتمع.
تُعد تقنيات الذكاء الاصطناعي أدوات قوية قادرة على تحسين العديد من جوانب حياتنا اليومية، منها الرعاية الصحية، التعليم والخدمات الحكومية. يستطيع استخدام الروبوتات الآلية مع الذكاء الاصطناعي مساعدة الأطباء في التشخيص المبكر للأمراض وتوفير رعاية صحية أكثر كفاءة للمرضى الذين يعانون من حالات مزمنة مثل الزهايمر أو باركنسون. وبالمثل يمكن تطبيق الخوارزميات التعلمية ذاتيا لتحليل كمية هائلة من البيانات التي يتم جمعها خلال العملية التعليمية لفهم نقاط القوة لدى الطلاب وضعفهم وتحسين نتائج التعليم لهم. بالإضافة إلى ذلك، فإن دمج الذكاء الاصطناعي داخل المؤسسات العامة يمكن أن يساهم بشكل كبير بتوفير خدمات أفضل للمواطنين سواء كانت متعلقة بالدفع الإلكتروني, حجز موعد أو الحصول علي معلومات عامة بطريقة أكثر سرعة وكفاءة مما يسمح بمزيد من الوقت لإدارة الأعمال الداخلية لهذه المنظمات بشكل فعال بدون الحاجة إلي تدخل بشري مباشر .
غير ان ثمة مخاوف مشروعة تتعلق بأثر الذكاء الاصطناعي السلبي علي سوق العمل حيث تشير الدراسات الي احتمال فقدان ملايين الأشخاص لوظائفهم بسبب الاعتماد الكبير علي الروبوتات المدربة باستخدام تقنية AI والتي باتت تستبدل العمالة البشرية في العديد من الصناعات المختلفة وذلك نظرًا لانخفاض تكاليف التشغيل المرتبط بهذه الآلات مقارنة بنفقاتها المالية المصاحبة لأجر العامل التقليدي علاوة علي أنها تعمل بسرعة أكبر وقدرات إنتاجيه أعلى بكثير بالمقارنة بعمل الإنسان ذو الكفاءة نفسه الأمر الذي سيؤدي لا محاله لزيادة معدلات البطالة وانخفاض القدرة الشرائية لدي الغالبية العظمى ممن يؤمنون دخلهم الأساسي عبر عملهم الحالي والذي أصبح الآن مهدداً بسبب تقدم تكنولوجيا الذكاء الإصطناعى المستمر فى تطوير نفسها باستمرار بهدف تحقيق المزيد من الدقة والكفاءة العملياتية مما ينذر بانحسار وجود الفئات العاملة يدويآ لصالح نظيراتها الالى .
وتزداد درجة التهديد الأمنيين عندما تتعرض المعلومات الشخصية للإختراق الحاسوبي نتيجة سوء توظيف تلك البرمجيات سواء كان ذلك عمداً أم صدفة فالأنظمة الدفاعية ضد هجمات الهاكرز لاتزال غير مكتملة الحدية كون خوارزميات تعلم آلة ليست مطابقة للحقيقة الواقعية تمامًا كما تبقى احتمالات الوقوع تحت تأثير حملات تزويد أخبار وهمية نشرت بواسطة حسابات افتراضية مدارة بإسلوب ذكي وطرق احتيالية مبتكرة معرضة للاستغلال بغرض التأثير السلبي على قرارات الأفراد والجماعات بناء على معتقدات خاطئة تم بثها عبر صفحات مجهولة المصدر وغير معروفة حتى تاريخ نشر محتواها المفبرك ولافتقادها لدلائل مثبتة تؤكد مصداقيتها اعتمادًا فقط على مهارات الدعاية والإعلان المنتشرة حالياً بوسائل التواصل الاجتماعى المفتوحة أمام الجميع بلا شروط مسبقه لاستخدامها بهدف الوصول للجماهائر الواسعه المقسمة حسب ميولها وانتماءاتها السياسية والثقافيه والعقائدية المختلفه فيما بين بعضها البعض وهو أمرخطير للغاية لأنه يعد انتهاكا لحريات المواطن ويضر بالحياة الاجتماعية الطبيعية الخاصة بابناء الوطن الواحد عندما تصبح المحرمات مفتوحة امام نزغات النفس الانسانية المعروف عنها حب الظلم والاستئثار والحسد والحسد ورد الشره والسلوك العدائي نحو الاخرين بدون اسباب واضحه ومبررات منطقية تساند حركة اولائك المعتدين المغرر بهم بإعلام مفترى عليه ليس له