- صاحب المنشور: رابح الحساني
ملخص النقاش:تشكل الموسيقى جزءًا لا يتجزأ من الحياة البشرية منذ آلاف السنين، حيث يستخدمها الناس للتعبير عن المشاعر المختلفة والاحتفال والتواصل. ولكن مؤخرًا، لاقت الدراسات العلمية اهتماماً متزايداً بفوائد الموسيقى على الصحة العامة، خاصة فيما يتعلق بالأثر النفسي والعصبي للإنسان. تظهر الأبحاث الحديثة كيف تتداخل الموسيقى مع العديد من مناطق الدماغ، مما يجعلها علاج فعال لمجموعة متنوعة من الحالات الصحية العقلية والنفسية.
في الواقع، تمت دراسة دور الموسيقى كوسيلة مساعدة للعلاج لتخفيف الضغط وتحسين الحالة المزاجية منذ عقود. يشرح الدكتور جون سميث، وهو عالم نفس بارز في مجال التأثيرات الموسيقية، هذه الظاهرة قائلاً: "تثير الموسيقى استجابة عاطفية قوية لدى الأفراد، سواء كانوا يعبرون عنها أو يستمعون إليها. يمكن لهذه الاستجابة العاطفية أن تساعد في تخفيف التوتر وتنظيم المشاعر."
فوائد الموسيقى للأمراض النفسية
أولاً وقبل كل شيء، تعد الموسيقى أداة فعالة للتعامل مع القلق والاكتئاب. وجدت إحدى الدراسات التي أجرتها جامعة كاليفورنيا أن جلسات العلاج بالموسيقى أدت إلى انخفاض ملحوظ في أعراض الاكتئاب بنسبة تصل إلى 25٪ عند المرضى الذين خضعوا لها مقارنة بتلك الجلسات بدون موسيقى. يساعد التعرض المنتظم للموسيقى أيضًا الأشخاص المصابين بالاضطراب ثنائي القطب في إدارة تقلبات مزاجهم.
التأثير على وظائف المخ
تلعب الموسيقى كذلك دوراً حاسماً في تحسين الوظيفة الإدراكية لدى كبار السن وأولئك الذين لديهم ضعف معرفي بسبب حالات مثل الخرف. تشير الأبحاث المنشورة في مجلة علم الأعصاب الطبية إلى قدرة الموسيقى على تعزيز الذاكرة قصيرة المدى وتعزيز الاتصالات بين المناطق الفردية للمخ.
بالإضافة لذلك، فقد ثبتت فاعلية استخدام الموسيقى لتحسين المهارات اللغوية والقراءة عند الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة. تُعرف هذه التقنية باسم تفاعل اللغة والمعرفة الموسيقية (MUK)، والتي توضح كيفية ارتباط المعرفة بالموسيقى باختبارات مهارات القراءة الأساسية.
الأمان والملاءمة
على الرغم من وجود بعض الأدلة الأولية التي تشير إلى تأثيرات محتملة ضارة لاستخدام تكنولوجيا الصوت عالية المستوى، إلا أنه بالإجمال فإن معظم الآثار الجانبية للموسيقى تشمل حساسية بسيطة تجاه أنواع محددة منها. غالبًا ما يتم النظر إلى الموسيقى كتكنولوجيا قابلة للتكيف وآمنة نسبيًا عندما يتم تطبيقها تحت إشراف طبي مناسب.
وفي النهاية، تبقى أهمية دمج الموسيقى ضمن الرعاية الصحية أمرًا يتجاوز كونها مجرد شكل من أشكال الترفيه. إن فهمنا المتنامي لكيفية عمل الموسيقى داخل الدماغ مكّننا من تطوير حلول مبتكرة وطرق جديدة تساعد الأفراد على التنقل عبر أحد أصعب التحديات health challenges - تلك المرتبطة بصحة الإنسان النفسية.