جفاف بحيرة طبرية، المعروفة أيضًا باسم بحر الجليل، ليس علامة على مجيء المهدي كما يشاع. وفقًا للأحاديث الشريفة التي نقلتها السنة النبوية، فإن جفاف البحيرة سيحدث بسبب شرب يأجوج ومأجوج لمياهها، ولكن هذا الحدث سيكون جزءًا مما يحدث بعد وقت المهدي وليس قبله.
في حديث رواه مسلم، يقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "ويبعث الله يأجوج ومأجوج وهم من كل حدب ينسلون، فيمر أوائلهم على بحيرة طبرية فيشربون ما فيها..."، موضحاً كيف سيشرب يأجوج ومأجوج مياه البحيرة عندما يصلون إليها. وهذا الحدث سوف يحدث خلال فترة وجود المسيح عيسى ابن مريم، بعد معركة مع الدجال. إلا أنه يبدو أن الخروج الفعلي ليأجوج ومأجوج لن يتم قبل نهاية عصر المهدي، حيث لا يوجد ذكر له في تلك الروايات المتعلقة بهذا الموضوع.
ومن الجدير بالذكر أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم أكد على عدم قدرة البشر على مقاومتهم وقدرتهم التدميرية الهائلة، مشيرا إلى أن حصن حصان لهم أفضل من ألف دينار الآن! ولقد وعد الله تعالى بتطهير الأرض منهم عبر نزول مرض يسمى "النغف"، بعد هبوط المسيح عيسى وابناء عصره إلى الأرض لإيجاد مكان مناسب للعيش. ثم يغسل المطر الغزير أرضهم حتى تطهر تماماً.
باختصار، بينما يعتبر جفاف بحيرة طبرية مؤشراً هاماً لما ستؤول إليه الأمور في النهاية، فهو جزء غير مباشر من علامات الساعة الكبرى المرتبطة بعصر المسيح عيسى وانتهاء العالم كما نعرفه اليوم.