- صاحب المنشور: ضاهر المجدوب
ملخص النقاش:
تزايد استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي خلال العقد الماضي أدى إلى تحقيق تقدم كبير في العديد من المجالات، ولكنها طرحت أيضًا تحديات أخلاقية جديدة. يتطلب هذا الموضوع دراسة متعمقة ومتوازنة للأسئلة التي تشمل الخصوصية، العدالة الاجتماعية، المسؤولية الأخلاقية، والشفافية فيما يخص قرارات الآلات.
- الخصوصية وأمن البيانات: تمثل حماية المعلومات الشخصية وتأمين بيانات المستخدمين أحد أهم الجوانب الأخلاقية لذكاء اصطناعي. فمع اكبر كمية من البيانات المتاحة، هناك خطر أكبر لاستخدام هذه البيانات بطريقة غير مشروعة أو مخالفة للقانون. مثال على ذلك هو شبكات الاعتراف بالوجه التي قد تتسبب في انتهاكات خطيرة لحقوق الأفراد دون علمهم.
- العدالة الاجتماعية وإدماج الأقليات: يمكن لتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي تعزيز التحيز الموجودة في المجتمع إذا لم يتم تصميمها بعناية واستخدامها بحكمة. الأدوات التعليمية المعتمدة على الذكاء الاصطناعي مثلاً، يمكن أن تزيد الفجوة بين الطلاب بسبب عدم المساواة في الوصول إلى موارد البيانات النوعية. علاوة على ذلك، فإن التأثير السلبي المحتمل لهذه التقنياتعلى مجموعات اجتماعية محددة مثل الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصةأو الشباب من خلفيات ضعيفة اقتصادياً يستوجب النظر فيه باعتبار كبير.
- مسؤولية النظام وضمان الشفافية: كما نموذجي التعلم الآلي قادرٌ بشكل متزايد اتخاذ القرارات المستقلة، ينشأ سؤال حول مدى مسؤوليتنا كبشر حول تلك الأفعال. وفي حين أنه ليس بالإمكان تحميل الروبوتات نفسها تحمل مسئولية فعل معين إلا انه يوجد حاجة ملحة للمساءله الذاتيه والنظر في كيفية عمل الخوارزميات وكيف تؤثر على الناس. توفر الشفافية والإفصاح الكامل حول العملية واتخاذ القرار وسائل مهمة للتأكد من مصداقيتها وعادلتها.
- الأخذ بالقيم الإنسانية والمبادئ القانونية: تعد القضايا الأخلاقية المرتبطة بتطبيقات الذكاء الاصطناعى جزءًا لا يتجزأ مما نسميه "القانون الطبيعي" ولذلك وجبت مراعاتهما ضمن السياق العام لأي تطبيق تكنولوجي جديد. إن فهم تأثير هذه التقنية على البشر وعلى بيئتينا البيئية والثقافية أمر حيوي لإرشاد عملية تطوير آلية تضمن احترام حقوق الإنسان والكرامة والحفاظ عليها.
- إعادة تعريف دور الإنسان: ربما أكثر ما يستلزم اهتماماً في المناظرات الدائر حول مستقبل الاعتماد المتزايد علي الذكاء الاصطناعي هي قدرته الهائلة علي تحرير الوقت والجهد البشري وانشاء فرص جديدة للإبداع والتطور الشخصي. فهذا يعني إعادة تحديد الوظائف القديمة وإنشاء وظائف مبتكرة لاتزال قيد التنفيذ حاليًا. ستتطلب هذه الثورة الجديدة نهجا شاملا ومبني على الشمولية يشجع الجميع علي تعلم مهارات جديدة مواكبة لعصر رقمي متغير باستمرار .
في النهاية ، يعد دمج الذكاء الاصطناعي بطرق مسؤولة وخاضعة للتنظيم أمراً أساسياً لبناء مجتمع أفضل للعيش فيه حيث تساهم جميع التقنيات بالتوازي مع القيم الأساسية للحضارة وهو الانسان الذي يأتي اولوية اولى دائماً .