تعَدُّ "لا إله إلّا الله"، جوهر الدين الإسلامي ومبدأ وحدانية الله عز وجل. وقد خصص العديد من العلماء القدامى كتابات ودراسات حول معناها وإعرابها. سنستعرض فيما يأتي أهم الدراسات والأراء حول هذ المثل الأعلى للتوحيد، وفقاً لما يذكرونه علماؤنا:
الدراسات العلمية:
- إعراب "لا إله": اتفق معظم النحاة بأن "لا" هي نافية للجنس، ونفيت هنا نوع آلهة العالم ككل. أما "إله"، فهو اسم "لا" المنصوب بالنفي، والذي يمكن أن يُعتبر مُبنياً معها أيضاً حسب الاتفاق العام بين أهل النحو.
- خبر "لا": هناك اختلاف حول ماهيته. البعض قال إن "لا إله" هما مبتدآء وخبراً، بينما آخرون رأوا أنها تتبعها "حق"، مما يعطي المعنى "(لا إله حق)"، ويعد هذا الأكثر قبولاً. هناك تفسيرات أخرى ولكن هذه تعد الأقوى.
- استخدام "إلا": تُستخدم "إلا" كمُسند للاستثناء، وكثيرون يرى فيها بناء لغوي خاص.
- إعراب "الله": غالب العلماء أجازوا رفع ونصب الاسم المُعظم في مثل هذه التركيبات، لكن الرفع يبدو الأقرب. ويمكن طرح هذا عبر عدة وجوه منها البدل والاستبدال وغيرهما مما ذكرته سابقاً. بالنسبة للنصب، فقد يكون بسبب الاستثناء أو لشبه صفة.
ومن الجدير بالذكر أن هناك تفريقين رئيسيين للإعراب: الأولى تقول بالإبدالية والثانية بالخبريات. الأخير يعني اعتبار "إلا" مجرّد رابط نحوِي بلا عمل نحوِي حقيقي، وهذا يؤكد الوحدة الموضوعية لكلمة التوحيد التي تنفيه عن كل ما سوى الله وتؤكده عليه وحده.
بالنسبة للمعنى، فإن التأويل الذي يستبعد دور "إلا" كرابط استثناءي لصالح جعلها تعادل "غير" يبدو أقل قوة نظراً لأهمية الجانبين المرتبطتين بكلمة التوحيد: النفي والإثبات للألوهية لكل شيء بما فيه الذات الإلهية نفسها.