- صاحب المنشور: إيناس الحنفي
ملخص النقاش:تشكل قضية التغير المناخي أحد أكبر التهديدات التي تواجه البشرية اليوم، حيث تؤدي إلى تدمير الإجراءات الحياتية لملايين الأشخاص حول العالم. ولا يقتصر التأثير السلبي للتغيرات المناخية على البيئة الطبيعية فحسب؛ بل تمتد تلك الآثار لتشمل النظام الغذائي والزراعة العالمية أيضًا، مما يشكل تهديدا للأمن الغذائي. منذ بداية الثورة الصناعية والتوسع العمراني المتزايد وما رافق ذلك من انبعاث غازات الاحتباس الحراري، شهدنا زيادة كبيرة في مستويات ثاني أكسيد الكربون الأخرى وانعدام توازن درجة حرارة الأرض مقارنة بالعصور الجليدية.
التأثيرات المحتملة
إن ارتفاع متوسط درجات الحرارة يؤدي بدوره إلى ذوبان جليد القطبين الشمالي والجنوبي بشكل ملحوظ بالإضافة لزيادة معدلات الأمطار الغزيرة والجفاف والعواصف الهوجاء. وقد أدى هذان الأمران -الجفاف والأمطار الشديدة- نتيجة التغيرات المناخية وتسبب نقص المياه والحرائق المدمرة لأراضي الزراعة المنتشرة عبر معظم الأقاليم ذات الصلة بالغذاء والبنية الأساسية المرتبطة بها كشبكات الري ومستويات التربة وغسل الرواسب.
ومن ثم فإن هذه العوامل توفر بيئة غير مواتيه للنباتات والحيوانات وبالتالي تأثير سلبي كبير على محصول المحاصيل ومجموعات أغنام المزارعين الذين يعيشون تحت خط الفقر ويتوقف رزقهم على توصيل إنتاج محاصيلهم إلى السوق. كما يتوقع الخبراء حدوث تغيرات مفاجئة أخرى مثل نوبات الطقس القاسي والصقيع المبكر وهو أمر مضر بشدة للمحصول الخاص بهم إذ يفوت الموعد النهائي للحصاد ويقلل من مردوده اقتصادياً وعلمياً.
بالإضافة لذلك فقد ذكر صندوق النقد الدولي أنه بحلول عام ٢٠٥٠ سيحتاج نصف سكان كوكب الأرض ممن هم الأكثر فقراً للعيش بموارد أقل بنسبة ٢٥٪ بسبب تغير الظروف المناخية والتي ستؤدي مباشرة إلي قلة كميات مياه الشرب والمياه المستخدمة للري وقلة موارد الطاقة اللازمة لإنتاج المواد الأولية الغذائية وغيرها الكثير من الوظائف الهامة لحياة الإنسان الحديث