- صاحب المنشور: آمال القبائلي
ملخص النقاش:
أظهر القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة اهتمامًا كبيرًا بالعدالة الاجتماعية كركيزة أساسية للمجتمع المسلم. ويعكس هذا الاهتمام عمق العقيدة الإسلامية ومبادئها التي تدعو إلى تحقيق العدالة بين أفراد المجتمع بغض النظر عن اختلافاتهم العرقية أو الاقتصادية أو الاجتماعية. يؤكد القرآن على ضرورة معاملة الجميع بإنصاف وعدل، حيث يقول الله تعالى: "وَإِنْ حَكَمْتُمْ فَاحْكُمُوا بَيْنَهُمْ بِالْعَدْلِ " [سورة النساء: الآية 135]. كما يشجع النبي محمد صلى الله عليه وسلم المسلمين على التصدي للظلم والدفاع عن حقوق الآخرين، حيث روي عنه قوله: "المؤمن مرآة المؤمن" أي أن كل مسلم مسؤول عن دعم أخيه المسلم والحفاظ على عدله.
تشمل تطبيق العدالة الاجتماعية عدة جوانب مهمة حسب تعاليم الإسلام، منها توزيع الثروة بشكل عادل، وتوفير فرص متكافئة لجميع المواطنين لتحقيق الرخاء والاستقرار الاجتماعي. فقد أمرنا الله بتطبيق الزكاة والتبرعات الخيرية لتخفيف الفقر وبناء مجتمع أكثر إنصافاً، قال سبحانه وتعالى: "
في ضوء ذلك، يمكن القول بأن الإسلام يوفر هيكلًا شاملاً ومتماسكا لحفظ الحقوق وترسيخ نظام اجتماعي قائم على العدالة والكرامة الإنسانية. فهو يدعو الأفراد والجماعات لاتباع طريق الإنصاف والمعروف بغض النظر عن مصالحهم الخاصة، مما يعزز الوحدة والمودة بين أبناء المجتمع الواحد. ولعل هذه المحاور تدفعنا لإعادة توجيه جهودنا نحو بناء مجتمع عصري وأكثر إدراكًا لقيمة العدالة والمساواة وفقا لمبادئ ديننا الغراء.