- صاحب المنشور: إياد المسعودي
ملخص النقاش:
يُعدّ عصر الذكاء الاصطناعي ثورة تكنولوجية هائلة تفتح أبواباً جديدة أمام الابتكار والنمو الاقتصادي. ولكن بينما تتطور هذه التقنية بسرعة فائقة، فإنها تجلب معها مجموعة من القضايا الأخلاقية المعقدة التي تستوجب دراسة متأنية ومناقشة جادة. إن فهم العلاقات المتشابكة بين الذكاء الاصطناعي والقيم الإنسانية الأساسية ضروري لضمان تطبيق آمن وعادل لهذه التقنية.
أولاً، يأخذ الذكاء الاصطناعي قراراته بناءً على البيانات المدربة سابقًا - وهو أمر قد يؤدي إلى تحيزات غير مقصودة إذا لم يتم اختيار تلك البيانات بعناية وتحقق منها باحتراف. يمكن لهذا النوع من التحيز تعزيز الصور النمطية وتمييز الفئات المهمشة اجتماعياً مثل الجنس أو الدين أو اللون العنصري. على سبيل المثال، أدى استخدام خوارزميات التعرف على الوجه المدربة باستخدام صور غالبية البيض إلى نتائج أقل دقة بكثير لدى الأشخاص ذوي البشرة الداكنة. لذلك، هناك حاجة ملحة لتطوير سياسات وإجراءات تضمن حيادية وموضوعية نماذج الذكاء الاصطناعي بغض النظر عن خلفيات المستخدمين.
ثانيًا، يثير الذكاء الاصطناعي تساؤلات حول المسؤولية الأخلاقية عندما يتعلق الأمر باتخاذ القرارات الحيوية ذات التأثير الكبير. فعلى سبيل المثال، عند تطوير الروبوتات الطباعة المسؤولة عن إجراء العمليات الجراحية، كيف يمكن ضمان الامتثال للمبادئ الطبية الأخلاقية القديمة؟ هل يجب برمجة الروبوت لاتباع بروتوكولات محددة أم منحها القدرة على اتخاذ قراراتها المستقلة بناءً على سيناريوهات فريدة لكل حالة؟ كما أنه عند تصميم السيارات ذاتية القيادة، أي البديل أفضل لحماية الأرواح البشرية أثناء حادث محتمل؛ تغيير مسار السيارة بعكس الاتجاه نحو عدد قليل من المشاة مقابل اصطدام مباشرة بحشود أكبر؟ يناقش علماء أخلاقيات المهنة وغيرهم كيفية توضيح الخطوط الحمراء بشأن دور الإنسان مقابل الآلة في مثل هذه المواقف الشائكة.
بالإضافة لما سبق، تمتلك تقنيات الذكاء الاصطناعي أيضًا القدرة الهائلة على جمع كميات كبيرة ومتنوعة من المعلومات الشخصية عبر الإنترنت والمواقع المختلفة مما يخلق مخاطر حقيقية تتعلق بالخصوصية وأمن البيانات الشخصية. تشكل شبكات التواصل الاجتماعي مثالا بارزًا حيث يستخدم الكثير منهم بيانات المستخدم لإعلانات مستهدفة وتحسين الخدمات المقدمة لهم لكن بدون موافقتهم الصريحة وبمعرفة قليلة بطرق استخدام تلك المعلومات واستخدامها ضد رغبات صاحب الحق الأصلي لها! بالتالي فهو يدفع الحكومات والشركات العالمية للعمل سويا من أجل وضع قوانين أكثر تنظيما واتجارياً وقدرته تنفيذ رقابة فعلية علي حجم وشروط الوصول والتداول العام لأي نوع من أنواع المحتوى الرقمي والاستعمالات الأخرى له .
وأخيراً وليس آخر، يشكل تقدم تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي تهديد مباشر للأعمال التقليدية والتي تعمل بنظم عمل ثابتة منذ عشرات الأعوام مضت وقد يصل بهم حد فقدان مصدر رز