- صاحب المنشور: جمانة الهلالي
ملخص النقاش:
في عصر يزداد فيه التنافس العالمي ويتوسع الفجوة بين البلدان المتقدمة والنامية بسرعة لاهثة، يتحول التركيز نحو أهمية التعليم كمحرك رئيسي للتنمية المستدامة. وفي ظل القيم الإسلامية التي تشجع على العلم والمعرفة وتعتبرها أعظم الأعمال، فإن دور التعليم في بناء مجتمع مسلمين معاصر هو أمر بالغ الأهمية وأساسي للتقدم والتطور.
تؤكد الشريعة الإسلامية على أهمية طلب العلم منذ بداية الدعوة إلى الدين الجديد. فقد حث النبي محمد صلى الله عليه وسلم على تعزيز مكانة البحث والاستكشاف المعرفي قائلاً: "طلب العلم فريضة على كل مسلم" (رواه ابن ماجه). هذا التشديد الواضح على العلم والقراءة يؤسس لمفهوم يعزز قيمة الأكاديميا والثقافة ليس فقط ضمن حدود الحياة الدينية ولكن أيضًا باعتبارها ركيزة الأساس لبناء عالم أفضل. إن فهم السياقات التاريخية والفكرية للعصر الذهبي للإسلام - وهو فترة شهدتها الأمم العربية والإسلامية خلال القرنين الثامن والعاشر الميلاديين حيث بلغ العلم ذروته وتم تطوير العديد من المجالات مثل الرياضيات والفلك والأدب والطب وغيرها - يمكن أن يستشهد به باعتباره نموذجاً ناجحًا للدور الذي لعبه التعليم في دفع عجلة تقدم الثقافات المختلفة.
دور التعليم في بناء المجتمع المسلم المعاصر
يكمن جوهر هذه النظرية في إدراك الحاجة الملحة لتوجيه العقول والشباب المسلمين صوب تحقيق هدف مشترك يتمثل في توظيف قدراتهم الإبداعية لتحقيق رفعة أمتهم. فالتعليم المبني على أساس ديني متوازن وقائم على منهج علماني حديث يشجع على الابتكار والمشاركة الاجتماعية سيضمن إنتاج جيل قادر على مواجهة تحديات اليوم وفهم ديناميكية العالم المتحول. علاوة على ذلك، تعتبر القدرة على التعامل مع المشكلات العالمية الحالية - كالفقر والمرض وعدم المساواة الاقتصادية - ضرورية لاستقرار الهوية الوطنية والدفاع عنها ضد التأثيرات الخارجية الضارة.
ولا شك أن ضمان الوصول إلى الفرصة التعليمية عادل لكل الأفراد بغض النظر عن خلفيات اجتماعية أو اقتصادية يأتي ليعد خطوة هائلة باتجاه ترسيخ عمق العدالة داخل أي نظام اجتماعي. وبذلك تظهر للمجتمع صورة أكثر شمولاً وتعكس روح المواطنة الصالحة بينما تسعى لإيجاد حلول مستدامة للأزمات المحلية. كما يعمل النهج الحديث المتكامل تجاه العملية التعليمية على تزويد الطلاب بالأدوات اللازمة لسوق العمل الحديثة وخلق ثقافة تقدير الذات واحترام الآخرين مما يبني روابط أقوى بين أفراد المجتمع بأجمعِه.
التحديات ومجالات التحسين
على الرغم من الجهود الكبيرة المبذولة بالفعل في بعض الدول ذات الغالبية المسلمة، إلا أنها تواجه مجموعة متنوعة من العقبات تؤثر بشكل سلبي على سير القطاع التعليمي. ومن أهم تلك العراقيل عدم كفاية البنية التحتية وضعف موارد التدريس بالإضافة إلى شيوع ظاهرة انقطاع الأطفال بشأن الحصول على التعليم بسبب البيئات الأمنية غير مستقرة والصراعات الداخلية المختلفة. وهذا الأمر يدفع بالحاجة الملحة لإجراء تغييرات هيكلية فعّالة تساعد بتحديد الأولويات المناسبة وجذب الاستثمار الخارجي لفترة طويلة المدى مدعم بصورة كاملة من قبل الحكومات المحلية لدعم جهود إصلاح قطاع التعليم.
وفي النهاية، يحمل الإسلام رسالة