- صاحب المنشور: هديل المدغري
ملخص النقاش:
في عالم يتسم بالتغيير والتطور المتسارع، يظل دور التعليم محورًا حيويًا لبناء مجتمعات قوية ومتحضرة. وفي ضوء رؤية الإسلام كدين يدعو إلى طلب العلم والفهم العميق لآيات الله في الكون والإنسان، فإن دمج هذه القيم مع منهج تعليمي شامل يمكن أن يساهم بشكل كبير في تشكيل جيل قادر على مواجهة تحديات الحاضر والمستقبل. فيما يلي نقاش حول كيفية تأسيس نظام تعليمي يستمد إلهامَه من تعاليم الإسلام ويتماشى أيضًا مع المعايير العالمية الحديثة.
الأصول الإسلامية للتعليم
الإسلام يُعلي شأن الفكر والنظر ويحث عليه منذ بداية نزول الوحي. قال تعالى: "
التعليم الإسلامي كمنهج حياة
مبدأ "التعلم طوال الحياة" ليس مجرد شعار يُرفع بل هو جوهر العقيدة الإسلامية. فكل عمل يقوم به المسلم سواء كان عبادة أو نشاط يومي، ينبغي أن يُمارَس بإتقان وبفهم صحيح للأغراض الدينية والأخلاقية المرتبطة بهذا العمل. لذلك، لا يقتصر التعليم في العقيدة الإسلامية على مرحلة عمرية محددة أو مجال دراسي معين؛ فهو جزء لا يتجزأ من نمط الحياة بأكمله.
الخصائص الأساسية للمناهج التعليمية المستندة للإسلام
تتميز المناهج التعليمية المبنية على أساس التعاليم الإسلامية بعدة خصائص تتمثل فيما يلي:
- تأكيد الشمول: إن إدراج جميع جوانب علم الإنسان وتنميته يمكن تحقيقه بسلاسة عند استناده لفلسفة التدريس التي تدعمها التعاليم الإسلامية. فالنهج المتوازن الذي يشمل الجوانب الروحية والجسدية والعقلية الاجتماعية سيضمن تزويد الطلاب بمجموعة مهارات متنوعة تمكنهم من خدمة المجتمع بكفاءة أكبر.
- تشجيع الفضيلة الأخلاقية: تؤكد الثوابت الدينية الإسلامية مثل الصدق والصبر واحترام الآخرين ضمن المنهاج الدراسي، حيث يتم ترسيخ تلك المواقف الحميدة لدى الناشئة بصورة طبيعية وغير مقحمة خلال عمليات التعلم المختلفة داخل الفصل وخارجه مما يساعد على تطوير شخصية سوية تؤدي دوراً فعّالا ومؤثراً في المجتمع لاحقاُ.
- **استخدام الوسائل العملية*: تشجع العديد من الآيات القرآنية والسنة النبوية استخدام الأمثلة الواقعية لتسهيل فهم المفاهيم الجديدة بطريقة أكثر جاذبية وشاملاً للجميع بغض النظرعن خلفياتهم الثقافية والاقتصادية والحضرية وغيرها الكثير... وهذا النهج العملي للمحتوى الأكاديمي يحقق نتائج أفضل وأكثر ثباتاً عبر السنوات التالية لحفظ المعلومات كماهو حاصل حالياً بتلك المحاولات التقليدية للحفظ والاسترجاع أثناء الامتحانات مثلاً.... والذي غالبا ماتكون نتيجته محصور بين حدود ذاكرة الشخص مؤقتا ثم يفقد جزء منها مع مرور الوقت قبل إجراء الاختبار التالي مباشرة! بينما لو طبقنا هنا طريقة الربط بين المعلومة وعرض تجربة عملية لها مرتبطة بها ستصبح بذلك جزءا لايتجزء من مدارك الانسان ولاتهتز اثناء اختباره لاحقا كون العلاقة المتبادلة قائمة بالفعل لديه وقد أثبت التجارب النفسية قدرتها الهائلة في ترك آثار عميقة المدى بالمخ البشري مقارنة بالأسلوب السابق المعتاد سابق الذكر!.
- إعطاء الأولوية للتطبيق: تعد القدرة على التطبيق إحدى نقاط قوة التربية الإسلامية والتي تسعى دائمًا لنشرها داخل صفوف طلاب العلم أيضاً وذلك لأن تطبيق المعارف المكتسبة يعد ضروريا لتحويل المعلومات المجردة لقيم عملية تستعمل في حل المشاكل اليومية اليوم ...ومن الجدير بالإشارة أيضا أنه إضافة لماسبق