- صاحب المنشور: كشاف الأخبار
ملخص النقاش:يعدُّ الإسلام دينًا شاملًا يعنى بالجانب الروحي والمادي للإنسان معًا. ويتَّضح ذلك جليًا فيما يتعلق بعلاقته بالبيئة التي يوجِدُها الله سبحانه وتعالى للحياة الإنسانيَّة والكائنات الأخرى. فإلى جانب التأكيدَين الشديدَيْن على ضرورة المحافظة على نظافة البيئة والحفاظ عليها، فإنَّ منهجه يشجع أيضًا على تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية للمجتمع البشري.
في القرآن الكريم والسنة النبوية، وردت عدة نصوص تحث المؤمنين على احترام هذه الخلقة والإعتناء بها. يقول الله تعالى: "وما من دابةٍ في الأرض إلا على الله رزقها ويعلم مستقرها ومستودعها كلٌّ في كتاب مبين"(1). كما يؤكد الرسول محمد صلى الله عليه وسلم أهمية العناية بالأرض عندما قال: "إنما نَحنُ غَرَامٌ مُؤَدِّوُن"، مما يدل على وجوب الاهتمام بالحفظ والعطاء لتعويض الأضرار الناجمة عن الاستخدام غير الرشيد للثروات الطبيعية.
الواجبات الأخلاقية والدينية
يتناول الإسلام مسؤوليات الأفراد تجاه البيئة بأبعاد متعددة تشمل الجانبين الديني والأخلاقي. فالعبادات كالصلاة والصيام تلزم المسلمين باتباع نظام حياة تنظيميًا ينظم علاقاتهم مع العالم الخارجي بما فيه البيئة المحيطة بهم. بالإضافة لذلك، يؤكد الدين الإسلامي على حرمة إفساد الأرض وإلحاق الضرر بالنباتات والحيوانات، فقد نهى الشريعة الإسلامية عن إيذاء أي مخلوق ذي روح قائلة:
لا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما
(سورة النساء - الآية 29)
التوازن بين الإنتاج والاستدامة
على الرغم من التشديد الواضح لحماية موارد الكوكب، إلا أنه لا يوجد تنافر بين هذا الأمر وبين دعم النمو الاقتصادي داخل المجتمع المسلم. بل بالعكس تماما؛ حيث يضمن النظام العقائدي الاسلامي وجود توازن حقيقي بين الحاجة لاستغلال الثروات الطبيعية وتحقيق رفاهية الإنسان، وفي ذات الوقت ضمان عدم حدوث اختلال طويل المدى قد يؤثر سلبيا علي الجيل القادم .
وعليه يمكن القول بأن النهج الاسلامي يوفر هيكل قيمي عميق يساعد الفرد علي جعل قراراته اليوميه تتوافق أكثر مع الاحتياجات الأساسية للأجيال المقبلة ،مما يساهم فى خلق مجتمع يحترم حقوق الآخرين ويعزز الشعور المشترك بروابطنا جميعاً بقوانين الكون الإلهيه.