تعتبر البلهارسيا مرضا معديّا يسببه طفيليات تتبع جنس Schistosoma. هذا المرض ينتشر بشكل رئيسي عبر المياه العذبة المتلوثة بالبيض الطفيلي للبلهارسيا. الفهم الجيد لدورة الحياة هذه والمجتمعات البيئية التي تعززها يمكن أن يساعد في تطوير استراتيجيات فعالة لمكافحة هذا المرض.
دورة حياة البلهارسيا تبدأ عندما يفرغ بيض الطفيلي إلى الماء. بعد فترة قصيرة، يفقس البيض ويطلق لعلاصاً يسمى سيركارايا. تشكل هذه النواة مرحلة العدوى البشرية الرئيسية لأنها قادرة على اختراق الجلد عند الاتصال بمياه مسكنة بها. ثم تستقر السركاريا داخل جسم الإنسان وتتحول إلى كيسيات شابة قبل أن تصبح بالغات تماماً وتستقر في الأوعية الدموية، عادةً حول المعي الكبير والكبد.
بعد ذلك، تقوم البوالجة الأنثى بإنتاج بيض يتم إخراجه مع البراز إلى الماء مرة أخرى، وكما ذكر سابقًا، فإن هذا هو نقطة بداية دورة حياتها الجديدة. عوامل مثل درجة حرارة الماء ومحتواه من الأملاح وعوامل بيئة أخرى تلعب دوراً هاماً في التحكم في معدلات انتقال ودورة حياة البلهارسيا. المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية هي الأكثر تضرراً بسبب الظروف المناسبة لهذه الطفيليات للتكاثر والنماء.
بالإضافة إلى ذلك، تعد الصرف الصحي غير الكافي والتجمعات السكانية المرتفعة عاملين أساسيين في زيادة خطر الإصابة بهذا المرض. الأشخاص الذين يعملون أو يلعبون بكثافة بالقرب من مصادر المياه المصابة هم الأكثر عرضة للإصابة بسبب التعرض المستمر للسركاريا الموجودة فيها.
لذلك، يعد التشديد على تحسين الصرف الصحي، وتعليم الجمهور حول مخاطر المياه الملوثة ووسائل الوقاية منها جزء مهم من جهود مكافحة البلهارسيا العالمية.