يمكن للمسلمات مثل السائلة التي تحولت للإسلام منذ عشر سنوات وبعد ثلاث ولادات قيصرية رغب في إنجاب طفل ذكر بإذن الله، والتي قامت بربط القناتين الفالبيتين لمنع حدوث أي حمل آخر. من المهم معرفة حالة القناتين قبل تقديم طلب معين لإنجاب مولود جديد.
إذا تبين أنّ القناتين مازالتا مفتوحتين وبالتالي يبقى احتمال حدوث حمل وارداً، فلا مانع شرعاً من مطالبة الله سبحانه وتعالى بتحقق الأمنيات بشرط التصديق والاستعداد لما قد يحدث (كما ورد في القرآن الكريم "ومن يتق الله يجعل له مخرجاً". أما لو ثبت أن الفتحات مغلقة تماماً وفق التشخيص الطبي الموثوق به، فلن يكون هناك جدوى من تكرار الدعاء لأنه سيكون مجرد توسّل عبثياً بما يعرف بالعَدْواء عند علماء الدين.
في هذه الحالة الثانية، يجب عليها الاحتفاظ بشكر النعم والتفاؤل فيما منحته الحياة بالفعل من نعم رائعة كالزوج والأولاد الثلاثة الذين هم خير خلف لهذه الأم الطيبة. فقد أخبر الرسول محمد صلى الله عليه وسلم بأن المحسن للعبدتين سيراه يوم القيامة بين يديه حسب حديث صحيح رواه مسلم وابن حبان وغيرهما.
وعليه، سواء كانت احتمالات نجاح محاولة حمْلها مرتفع أم متدنٍ، تستطيع المسلمة الدعاء بحرقة القلب والخوف المشروع لأجل مبتغاها المقدَّس بإلحاح وصبر جميل معتقدة قوة تأثير تلك الأدعية ومقدرتها المؤكدّة لتحقيق نتائج عظيمة بحسب وعد رب العالمين في كتابه العزيز والأحاديث الشريفة المتعلقة بهذا الموضوع. تجدر الإشارة كذلك لحقيقة قدرة الخالق عز وجل على تحقيق المستحيلات وخلاف القانون الفيزيولوجي أيضًا فهو الواحد الدائم القدير بكل شيء. وليس أمام العباد إلا التسليم الكامل لرسماته وآراؤه الحكيمة مهما بدت غير واضحة اليوم بالنسبة لهم الآن بسبب محدودية إدراك البشر المقصور عليهم تفاصيل معينة متعلقة بسره جل وعلى عن خلقه جميعاً.