- صاحب المنشور: كشاف الأخبار
ملخص النقاش:
تُعدّ الثورة الرقمية الحديثة محوراً محورياً لعصرنا الحالي؛ حيث غدت التقنية جزءاً لا يتجزأ من حياتنا اليومية وأثرت تأثيرات عميقة ومختلفة ومتنوعة في جميع القطاعات. واحدةٌ من أهم تلك التأثيرات هي تأثيرها على تعليم الأجيال الجديدة الذي يشهد تحولًا دراماتيكيًا نتيجة استخدام الوسائل والتطبيقات التكنولوجية المختلفة. يُطلق عليه البعض اسم المعرفة الرقمية أو التعلم الإلكتروني وهو يجمع بين تقنيَّتي الاتصال والمعلومات لتوفير فرص متزايدة للتعلم الفعال والمستمر. ومع ذلك، فإن هذا التحول لم يخلو من تحديات تتطلب معالجتها بشكل حثيث وآلي لضمان تحقيق الاستفادة القصوى منها.
في بداية الأمر، يمكن اعتبار ظهور وسائل مختلفة مثل منصات التواصل الاجتماعي والمعرفيّة المتخصصة والبرامج الحاسوبيّة التعليمية إضافة كبيرة لإمكانيات الوصول إلى المعلومات وتسهيل عملية تلقي العلم للمتعلمين سواء كانوا طلاب مدارس أو جامعيين أو حتى الراغبين بتطوير مهاراتهم الشخصيَّة خارج نطاق النظام الرسمي للتعليم الأكاديمي. توفِّر هذه الأدوات طرق متنوعة للدراسة حسب القدرة والاستيعاب لكل فرد ويمكن تعديل طرائقه الدراسية اعتمادا على مستوى احتياجاته المعرفيه وقدراته الذهنية وما إذا كان يعاني مشكلات تعلم معينة كالإعاقات البصرية مثلا إذ توفر العديد من الحلول الملائمة لها عبر البرمجيات الخاصة بذلك.
التحديات التي تواجه نظام التعليم التقليدي بسبب التطور التكنولوجي
بالرغم مما ذكر أعلاه حول فوائد تكنولوجيا التعليم إلا أنه ينبغي أيضاً التنبيه لما قد يحدث جرّاء الاعتماد الزائد عليها والذي يقضي تماما دور الأساتذة والكفاءات البشرية كما يحصل الآن تدريجيا لدى بعض المؤسسات الأكاديمية المنتشرة عالميا والتي اعتمدت بشدة على أدوات ذكية تعمل بنظام الذكاء الصنعي لصنع محتوي مفيد لكن ربما يفقد المقصد الأصلي للتواصل الإنساني المباشر القادر على فهم استفسارات الطلاب واحتياجاتهم غير المعلنة وبناء علاقات شخصية قوية بين أفراد المجتمع الواحد داخل حرم الجامعة وخارجها أيضا حال وجود نشاط علمي مشترك.
بالإضافة لذلك فقد ظهرت حالات مشابهة فيماconcerning وسائل الترفيه المنزلي منذ زمن بعيد حين وجد الآباء صعوبات جراء إدمان أبنائهم للألعاب الكمبيوترية المطولة دون رقابة مناسبة ولذا جاء القرار بعدم ترك الأطفال أمام الشاشات لساعات طويلة يومياً وإيجاد حلول مقترحة لحماية أطفال المستقبل ممن هم أصغر سنّا منهم لمنع آثار سلبيتهم المحتملة مستقبلاً.
وفي ضوء كل ما سبق ذكره يظهر لنا واقع مرئي جديد يحتاج لتحليل شامل لفهمه جيدا قبل اتخاذ قرار بشأن مستقبل قطاع تربوينا الهام جدآ ،اذ يجب وضع خطوط حمراء واضحه للحفاظ علي مكانتة وقيمته الاجتماعية والثقافية وذلك باتباع نهجين مختلفان الأول يقوم بإعادة هيكلة المناهج وطرق التدريس وفقا لأحدث تطوراات العصور الحديثة بينما يبقى الجانب الآخر ملتزم بالحفاظ علی روح التعليم القدیم بكافة صورھا حفظا لهويتنا الوطنية والإنسانية المشتركة كمبدأ اساسي دائم