- صاحب المنشور: دانية بن يوسف
ملخص النقاش:
تشكل المعادلة الصعبة التي تواجه العديد ممن يعملون في بيئات مهنية حديثة هي تحقيق التوازن بين متطلبات الوظيفة والتزامات الحياة الشخصية. هذا موضوع حيوي ينطوي على جوانب مختلفة تتعلق بصحة العاملين الرفاهية والرضا المهني والعائلي، مما يجعل فهم وتنفيذ استراتيجيات فعالة لضمان التوازن أمرًا ضروريًا للغاية لكلا الطرفين - صاحب العمل والأفراد العاملين.
في عالم اليوم حيث تعمل الأجهزة الرقمية كأداة رئيسية للتواصل والاستمرارية، لم يعد تحديد حدود واضحة بين ساعات العمل وخارجها ممكنًا كما كان سابقًا. يؤثر ذلك بشكل مباشر على القدرة الفردية لإدارة الوقت وإعطاء الأولوية للمهام المختلفة داخل نطاق حياتهم الكاملة، وذلك يشمل الجوانب الاجتماعية والشخصية أيضًا.
تتعدد الأسباب الدافعة لتلك الديناميكية المتغيرة؛ فقد تعزى إلى الضغوط الاقتصادية المستمرة والتي تدفع الأفراد لتحقيق أعلى مستوى من الإنتاجية بغض النظر عن مرتكز عملهم الأساسي. بالإضافة لذلك فإن زيادة الاعتماد على التقنيات الحديثة قد أدخلنا بفترة جديدة تسمى "العمل عن بعد"، وهو عمل يمكن أداؤه خارج مكان العمل الرسمي ويتيح المرونة ولكن له تأثير سلبي محتمل آخر يتمثل بتضييع وقت الراحة بسبب سهولة الوصول لأعمالك حتى أثناء وجودك بالمنزل.
لكن هذه ليست صورة سوداوية كاملة؛ فهنالك العديد من الخطوات العملية التي يستطيع كل طرف القيام بها لحماية حقوقه وتوفير بيئة عمل صحية أكثر توازُنًا:
- القواعد الواضحة: وضع قواعد واضحة لساعات العمل والإجازات الرسمية وغير الرسمية يساعد جميع القِوى البشرية لفهم توقعات الشركة ومواءمتها مع احتياجاتهم الخاصة.
- التكنولوجيا الذكية للاستخدام الذكي للمعلومات: استخدام أدوات إدارة المشاريع والبريد الإلكتروني بطريقة رشيدة ومنظمة يساعد الجميع للحفاظ على إنتاجيتهم دون الشعور بالإرهاق نتيجة التدفق غير المنضبط للرسائل أو تحديثات الحالة المتكررة.
- دعم الصحة النفسية: تقديم الدعم النفسي عبر الاستشارات المجانية أو جلسات التنفس التأملية يساهم بشدة بالحفاظ على حالة نفسية مستقرة لدى موظفين يعانون ضغوطاً يومياً عالية.
- التشجيع على أخذ فترات راحة منتظمة ومتصلة: تشجع بعض الشركات مراعاة سياسة لمدة ساعة واحدة لكل ست ساعات عمل مفصولة بنصف ساعة للغذاء والنصف الأخرى للأخذ بالتمدد والمزايا المساعدة الأخرى مثل الرياضة الخفيفة الداخلية للشركة إن وجدت أمثال تلك الخدمات.
- تقييم دوري للأداء: إجراء مراجعات نصف السنوية أو السنوية يتيح الفرصة للموظفين لمناقشة مستوى رضاهم وظروف عملهم الحالية وطرح اقتراحات تحسين فيما إذا كانت هناك حاجة فعلية لهذه الأمور بالنسبة لهم شخصيًا وليس بشكل جماعي فقط.
- تنوع فرص العمل: منح خيارات مرنة حول نمط العمل سواء أكان حضورًا دائمًا بمقر المركز الرئيسي أو عمل جزئي بحسب الموقع جغرافياً حسب الظروف الفردية لكل فرد وفائدته الذاتية بإمك