في سورة الرعد، يذكر الله سبحانه وتعالى: "وهو الذي مد الأرض". هنا، يشير مصطلح "مد" إلى عملية البسط والتوسيع. وفقاً لأهل العلم، فإن الأرض تمت بسطها وتوسيعها لتحتوي على الجبال والنباتات والمياه. هذه هي الحالة الطبيعية للأرض في حالتنا الراهنة.
أما بالنسبة لما ورد في سورة الانشقاق حيث يقول القرآن: "وإذا الأرض مدت"، فإن ذلك يعني توسعاً أكبر وسعة غير محدودة للأرض أثناء يوم القيامة. لن تتواجد الجبال وغيرها من العقبات التي تحد اليوم من حركة البشر. بدلاً من ذلك، ستكون الأرض مستوية ومتداخلة تمام الدقة، تسمح لكل خلوق - سواء كانوا من الأموات أو الأحياء - بالتجمع والاستعداد للحساب الأخير كما ذكر النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
ليس هنالك تناقض بين هاتين الآيتين. كلاهما تصوران صور مختلفتين لأنظمة الكون خلال مراحل مختلفة: النظام الحالي versus النظام النهائي ليوم القيامة. لذا، عندما نقرأ "العَرْض"، يجب علينا النظر ضمن السياقات الخاصة بكل آية وفهم العمليات الفيزيائية المعقدة المتضمنة في تغيير حالة الأرض.
وقد شرح العديد من المفسرين مثل ابن كثير وابن عاشور هذه المسألة بشكل مطول، موضحين كيف يمكن لهذه الآيات أن تعكس حقائق علم الفلك والجغرافيا الحديثة بالإضافة إلى الحقائق الروحية والدينية لهذا العصر الأخير قبل نهاية الزمان.