• صاحب المنشور: محبوبة البنغلاديشي
  
  ملخص النقاش:
  يشهد العالم تحولات اقتصادية كبيرة ومتسارعة، مما يفرض ضغوطاً على المجتمعات والدول لتحقيق التنمية المستدامة. ويُعتبر الإسلام كدين متكامِل يعالج جميع جوانب الحياة، بما فيها الجانب الاقتصادي؛ حيث يتناول تنظيم العبادات والمعاملات والمجتمع بكل تفاصيلها. وفي هذا السياق، ينصب تركيز هذه الدراسة على استكشاف علاقة الإسلام بالتنمية الاقتصادية والتحديات التي تواجه تطبيقه في واقعنا المعاصر.

تتمثل إحدى أهم خصائص النظام الاقتصادي الإسلامي في أساسه العدلي والقيمي الذي يعتمد على الشورى والإصلاح الاجتماعي وتحسين أحوال الفقراء والأيتام والمساكين وغيرهم ممن هم بحاجة إلى مساعدة. كما يؤكد الإسلام على دور العمل المشروع وأخلاقيات التجارة والاستثمار، محذراً من الربا والخمر والكحول وكل ما قد يُدمِّر الصحة والعقل. إن تطبيق هذه القيم يمكن أن يساهم بشكل كبير في تحقيق تنمية مستدامة وشاملة تلبي احتياجات الجميع وتضمن لهم حياة كريمة.

وفي الوقت ذاته، نواجه العديد من التحديات أمام دمج مفاهيم وممارسات التعاليم الإسلامية في السياسات والمؤسسات الاقتصادية الحالية. فقد تتطلب عملية تطوير نماذج وبرامج اقتصادية إسلامية معرفة عميقة بمفرداتها الفقهية والاقتصادية الحديثة، بالإضافة إلى فهم شامل للتغيرات الاجتماعية والثقافية المحلية والدولية. فعلى سبيل المثال، تشكل أدوات المشتقات المالية قضية مثيرة للجدل بين المنظرين المسلمين، إذ أنها تعتبر شكلًا معقدًا وغير شفاف للمعاملات التجارية والتي تتناقض مع مبدأ الوضوح والنصح في العقود حسب الشرع الإسلامي.

ومن هنا تأتي أهمية التعلم المتواصل وإشراك مختلف القطاعات الأكاديمية والفكرية والصناعية لتعزيز ثقافة اقتصادية مبنية على قيم الإسلام وتعظيم الاستفادة منها. ومن خلال ذلك النهج يمكننا المساهمة في بناء مجتمع أكثر عدلاً وازدهاراً وفقا لرؤية شاملة وإرشادية توفرها تعاليم الدين الإسلامي الغنية والحكيمة.