- صاحب المنشور: صفاء بوهلال
ملخص النقاش:
في عصر أصبح فيه التطور التقني جزءًا لا يتجزأ من حياة الناس اليومية، باتت مؤسسات التعليم العالي تواجه تحديًا كبيرًا يتمثل في كيفية الاستفادة الأمثل من تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي لتوفير تجارب تعليمية متميزة ومستدامة. يعد هذا التحول الرقمي فرصة مثيرة ولكنها معقدة أيضًا، حيث تتداخل العديد من الجوانب الطليعية مثل التعلم الآلي، الشبكات العصبية الصناعية، والحوسبة الكمية مع القضايا الأساسية المتعلقة بالشخصنة والمشاركة والاستدامة الأكاديمية.
إن الإدماج الناجح للذكاء الاصطناعي في البيئة الجامعية يوفر مجموعة واسعة من الفوائد المحتملة للمتعلمين والمعلمين على حد سواء. يمكن لأنظمة الذكاء الاصطناعي توظيف أدوات مبتكرة لإدارة البيانات وتحليلها وتقييم الأداء بطريقة أكثر شمولا وكفاءة مقارنة بالأجهزة البشرية. كما تسمح هذه التقنيات بتخصيص محتوى الدورة التدريبية بناءً على الاحتياجات الخاصة لكل طالب، مما يعزز العملية التعليمية ويحسن معدلات إكمال الدراسة. بالإضافة إلى ذلك، تتيح برمجيات الحوار المدعومة بواسطة الذكاء الاصطناعي التواصل المستمر بين أعضاء هيئة التدريس والمتعلمين خارج ساعات المحاضرات الرسمية، وهو أمر ضروري لنمو المهارات الاجتماعية والتفاعلية لدى الطلاب.
ومع ذلك، فإن تحقيق هذه المكاسب ليس خاليا تماما من المخاطر والعوائق. تعد القدرة المعرفية والفنية اللازمة لاعداد واستخدام حلول مبنية علي الذكاء الاصطناعي حاجزا حقيقيا أمام بعض المؤسسات التي قد تفتقر الي المواهب المؤهلة او البنية التحتيه الضرورية لدعم عمليات التشغيل الجديدة. هناك أيضا مخاوف بشأن ضمان العدالة والمساواة عند استخدام نماذج التعلم الآلي الحساسة لمجموعة متنوعة من عوامل التأثير غير المرئية وغير المقاسة للحصول على نتائج دقيقة. علاوة علي ذلك ، تشكل اعتبارات الخصوصية والأمن مصدر قلق ملح بالنسبة لأصحاب القرار الذين يسعون جاهدين لحماية معلومات طلبتهم الحساسة أثناء اعتمادهم للتكنولوجيات الحديثة داخل نطاق عملهم .
للتغلب على هذه العقبات والدخول بثبات ضمن سوق يعرف بتغيره السريع المستمر، تستطيع جامعات العالم اجمع اتباع خطى رائدة مستقبلية كالجامعه الامريكية "ستانفورد" مثلا والتي قامت ببناء منظومه متكامله تعتمد علئ ذكائها الصناعِِي لتقديم خدمات استشاريه مباشره للإرشاد الأكاديمي لكل طلابها بأسلوب شخصاني وفريد يناسب طموحات كل فرد منهم بالتحديد وذلك عبر تطوير نظام يسمى GUS والذي يعمل بدون تدخل بشری بمراقبه بيانات حسابه الخاص وبالتالي اقتراح مسار دراسی خاص به حسب اهتماماته وقدراته الذاتیه بجانب رصد تقدم حالة تقدم تقدمه العلمي ومعدلات نجاحه خلال الفصل الدراسي الحالي ولكنه ايضاً يضمن عدم حدوث أي نوع من أنواع الخطأ الإنساني الذي غالبًا ما يؤثر سلبيًا بشكل كبيرعلى قرارات اختيار المساق المناسب للشباب العرب خاصة حينما يكون حجم تلك المنظمات كبير جدًا ولا تتمتع بجودة كافية لتحمل عبء مهمتها الرئيسية وهي خدمة المنتج النهائي الأعظم وهو الإنسان نفسه وذلك يعني أنه بإمكان تطبيق مشابه لهذا العمل بغض النظرعن مستوى خبرتنا المكتسبة سابقاً بشرطي وجود بيئه محفزة مناسبة لاستيعاب