• صاحب المنشور: عبد الفتاح القاسمي
  
  ملخص النقاش:
  

  يجسد الذكاء الاصطناعي كلاً من الفرصة والتحدي للمنطقة العربية. مع ظهور تقنيات جديدة مثل التعلم الآلي ورؤية الحاسوب، تتزايد قدرة الأنظمة الآلية على التفاعل بطرق أكثر ذكاءً وتخصيصاً. هذا يعني فرصا هائلة للتحسين في كل شيء بداية من الرعاية الصحية وتحليل البيانات حتى التعليم والنقل.

فرص الذكاء الاصطناعي

تحسين الخدمات الصحية

يمكن للذكاء الاصطناعي المساهمة بشكل كبير في مجال الطب. يمكن للأدوات المدعومة بالذكاء الاصطناعي مساعدة الأطباء في تشخيص الأمراض بسرعة أكبر ودقة أعلى مما قد يؤدي إلى نتائج علاج أفضل. بالإضافة إلى ذلك، يمكن استخدام هذه التقنية لتوقع انتشار الأمراض وتقديم توصيات لتحسين الصحة العامة.

تعزيز الأمن وتقليل الجريمة

تطبيق تقنيات الكاميرا المتقدمة مدعومة بالتعلم العميق يساعد في رصد الأنشطة المشبوهة وأحداث الطوارئ بكفاءة أكبر. كما يمكن استخدام البرمجيات التي تعمل بالذكاء الاصطناعي لحل لغز القضايا القانونية الصعبة وكشف الأدلة الخفية.

توفير وظائف جديدة ومبتكرة

مع نمو تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، ستظهر وظائف جديدة لم تكن موجودة قبل الآن. المهندسون والمطورين الذين يعملون ضمن هذا المجال سيكون لديهم طلب متزايد على مهاراتهم وقد يصبحوا جزءًا مهمًا من سوق العمل المستقبلي.

تحديات الذكاء الاصطناعي

على الرغم من الفوائد المحتملة، إلا أنه هناك أيضًا مخاطر مرتبطة بتطوير واستخدام الذكاء الاصطناعي تتمثل بعضها فيما يلي:

فقدان الوظائف

أحد أهم المخاوف هو احتمالية خسارة الوظائف بسبب الاستخدام الواسع للتكنولوجيا الآلية. خاصة الأعمال الروتينية أو البسيطة والتي تستطيع الروبوتات أدائها بكفاءة أكبر وبسرعات أسرع دون حاجتها لأجر أو عطلات.

العدالة الاجتماعية

يتم تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي باستخدام بيانات تاريخية وقد تكون هذه البيانات متحيزة بناءً على التحيزات المجتمعية الموجودة بالفعل داخل تلك البيانات الأولية المستخدمة للتدرب عليها. إن عدم الاعتبار لهذه الحقائق سيؤدي لتعميق الثغرات الراهنة بين الأعراق المختلفين وأصحاب الدخل المنخفض وغيرهم من الأقليات المهمشة عادةً.

حماية الخصوصية والأمان

يتطلب جمع البيانات الضخمة اللازمة لتمكين الذكاء الاصطناعي اتخاذ إجراءات قوية للحفاظ على سرية المعلومات الشخصية واحترام خصوصيتها. فإذا تم اختراق قاعدة بيانات تحتوي معلومات شخصية حساسة -كالبطاقات المصرفية مثلا- فسيكون لذلك تأثير سلبي كبير ليس فقط على الأفراد ولكن أيضا على ثقة العملاء العامّة تجاه الشركات والحكومة المحلية والدولية ذات الصلة بهذا الأمر .

في النهاية، فإن مستقبل الذكاء الاصطناعي محكوم بقرارات السياسات الحكومية والعالم الأكاديمي والشركات الخاصة حول كيفية استخدامه وضمان سلامة مجتمعاته التي تعتمد عليه يوماً بعد يوم بشكل متزايد.