- صاحب المنشور: سليمة الصقلي
ملخص النقاش:شهد عالم ألعاب الفيديو نمواً هائلاً خلال العقود الأخيرة، حيث أصبح جزءاً لا يتجزأ من حياة العديد من الشباب حول العالم. هذه اللعبة ليست مجرد تسلية؛ بل إنها تتحول إلى ظاهرة اجتماعية لها تأثيرات عميقة على صحتهم العقلية. يهدف هذا المقال إلى استعراض بعض الجوانب الرئيسية لهذا التأثير المتعدد الأبعاد.
الفوائد المحتملة للألعاب الإلكترونية
على الرغم من الصورة العامة السلبية التي تحيط غالبًا بالألعاب الإلكترونية، هناك فوائد يمكن الاستفادة منها أيضًا. توفر الألعاب بيئة تعليمية ممتعة وغامرة، تساعد في تطوير مهارات حل المشكلات والتفكير المنطقي لدى اللاعبين الشباب. كما تشجع العمل الجماعي والتعاون عبر الإنترنت، مما يعزز المهارات الاجتماعية ويوسع شبكات الصداقات خارج دائرة المحيط المحلي.
بالإضافة لذلك، تساهم الألعاب اليوم في معالجة الأمور ذات الصلة بالواقع الحياتي مثل القضايا القانونية والتاريخية والسياحية وغيرها باستخدام نماذج ثلاثية الأبعاد وأنظمة محاكاة عالية الدقة.
مخاطر الإدمان والاستغراق الزائد
إلا أن الثمن قد يكون باهظًا جدًا إذا لم يتم التحكم فيه جيدًا. يُعد إدمان الألعاب مشكلة حقيقية تؤثر بشدة على الحياة الشخصية للأفراد المعنيين وكذلك علاقاتهم الاجتماعية والعائلية. وفقا لدراسات مختلفة، فإن قضاء ساعات طويلة أمام الشاشات يؤدي غالبًا إلى انخفاض مستويات التركيز والثقة بالنفس والإنجازات الأكاديمية.
يمكن أن تتطور الحالة نحو ضمور علاقات المجتمع بسبب الانقطاع المستمر للعائلة والأصدقاء والمشاركين الآخرين الذين كانوا جزءاً أساسياً سابقاً من حياتهما اليومية.
الآثار الصحية الأخرى
تتجاوز آثار الألعاب الإلكترونية الجانب النفسي لتصل للجوانب البدنية أيضا. إن جلوس الأطفال لفترات طويلة بدون حركة كافية قد يساهم في زيادة الوزن ومشاكل صحية مرتبطة بها كالنوع الثاني من مرض السكري وضغط الدم المرتفع.
كما أثبت العلم وجود رابط بين نشاط العين وقدرتها على التعامل مع الضوء الاصطناعي المُنتَج بواسطة شاشة الكمبيوتر أو الجهاز الذكي الذي يستخدم أثناء اللعب والذي يعرف بمصطلح "الإرهاق الرقمي".
التوصيات العملية للآباء والمعلمين
لتجنب تلك المخاطر والحصول على أكبر فائدة ممكنة من تجربة لعب أبنائك/ طلابك ، إليك بعض الخطوات المقترحة :
- وضع حدود زمنية واضحة لاستخدام الشاشة يوميًا وتحديد فترات راحة منتظمة مناسبة لنوع النشاط البدني المناسب لكل عمر .
- التشجيع على اختيار محتوى يناسب العمر والفكر ويساهم بتنميتها بطرق مفيدة وبناءة سواء كانت معلومات عامة أم ثقافة دينية وما إلى ذلك .
- التواصل المفتوح والصريح بشأن التجارب الداخلية للمستخدم حول شعوره تجاه نفسه وعلاقاته معه ومع غيره بالإضافة لأهدافه وطموحاته الخاصة ومتابعته لحالة تقدم تحقيقها تدريجيًا .
الخاتمة
في نهاية المطاف، تعد ألعاب الفيديو أدوات متعددة الوظائف يمكن استخدامها لتحسين القدرات المعرفية واستكشاف مواضيع جديدة واكتساب خبرات فريدة لكن بشرط توازن مدروس وشروط رقابة أبوية فعَّالة للحفاظ على سلامة الطرف الأصغر سنّا ومنحه وقتاً مناسبًا للتفاعل الاجتماعي والعناية بجسم وصحة نفسي ايضا.