- صاحب المنشور: مآثر بن تاشفين
ملخص النقاش:
في ضوء الأدوار المتغيرة التي يلعبها التعليم في المجتمع الحديث، يبرز دور الإسلام كمرشد شامل لفهم أهمية التعليم وضمان تطبيقه بطريقة توافقية مع القيم الأخلاقية والإنسانية. يشكل تعزيز الفكر العلمي والتضامن الاجتماعي وصقل المهارات الشخصية محورًا رئيسيًا في التعاليم الإسلامية، مما يؤدي إلى نهج متكامل ومتوازن للتعلم.
تؤكد القرآن الكريم والأحاديث النبوية على قيمة المعرفة والمعلمين. يقول الله تعالى في سورة العلق "اقرأ باسم ربك الذي خلق خلق الإنسان من علق اقرأ وربك الأكرم الذي علم بالقلم علم الإنسان ما لم يعلم" [1]. تشدد هذه الآيات الكريمة على ضرورة طلب العلم باعتباره واجبًا دينيًا وفطريًا للإنسان. بالإضافة لذلك، حث النبي محمد صلى الله عليه وسلم المسلمين دائمًا على تعلم العلم وتشجع النساء والرجال على البحث عنه باجتهاد. كما ذكر أيضًا قدر أهمية المعلمين حيث قال :"فضل العالم على العابد كفضلي على أدناكم" رواه البخاري ومسلم.
لا يتعلق الأمر بالعلم المكتسب فحسب بل أيضا باتباع منهج أخلاقي أثناء القيام بذلك. يحث الدين الإسلامي الأفراد على النظر بعناية في كيفية استخدام معرفتهم وكيف يمكنهم المساهمة بشكل إيجابي في مجتمعهم ووطنهم والعالم الأوسع. مثال ذلك قوله عز وجل :"
التعاون والدعم المالي
بالإضافة للمعلومات الروحية والمادية، يعمل الإسلام كمصدر رئيسي للتوجيه بشأن تقديم الدعم الاقتصادي للمعارف والثقافة العامة. إن الزكاة والصَدقات الواجبة وغير الواجبة تعد جزءاً أساسيا لدعم المؤسسات الخيرية والحكومية التي تعمل لصالح الفقراء والمهمشين وأولئك الذين يسعون للحصول على فرص تعليم أفضل . كما أنه يدفع بالتبرعات طوعياً للعلم ومراكزه المختلفة مثل المدارس والمكتبات والملاجئ وغيرها. وبالتالي يساعد هذا الإطار الواسع للأعمال الخيرية ضمن إطار قانوني واضح وثابت على تطوير نظام منتظم ويضمن استمرار تقدم البلاد.
التأثير العالمي
وأخيراً ، ثابر العديد من الدول ذات غالبية مسلمة حول عالمنا اليوم باستخدام المبادئ الأساسية للنظام التربوي الإسلامي لتحسين جودة التعليم داخل حدودهم الوطنية وخارجها أيضاً عبر تبني سياسات موجهة نحو تحقيق العدالة الاجتماعية وتعزيز بناء القدرات لدى الشباب والشابات لتمكين مواهبهم وقدراتهم الخلاقة وإعداد كوادر مؤهلّة قادرة مستقبلاً على دفع عجلة التنمية المستدامة بمختلف المجالات بما يناسب حاجاتها المحلية وعالميتها سوياً...