- صاحب المنشور: رياض بناني
ملخص النقاش:
تُعد الألعاب الإلكترونية ظاهرة حديثة انتشرت بسرعة كبيرة بين فئة الشباب حول العالم. وقد أثارت هذه الظاهرة جدلاً واسعاً بشأن تأثيراتها المحتملة على الصحة النفسية للمستخدمين وعلى المجتمع ككل. حيث يرى البعض أنها تسبب الادمان والعنف والإدمان التكنولوجي، بينما يؤكد آخرون أنها يمكن استخدامها كوِسيل تعليمى ومصدر للترفيه وتطوير المهارات الاجتماعية. وفي هذا المقال، سنلقي الضوء على الدراسات والأبحاث المختلفة لإلقاء نظرة متعمقة على علاقة الألعاب الإلكترونية بالصحة النفسية وتحليل مدى تأثيرها الإيجابي والسالب على الفرد والمجتمع.
أظهر العديد من الباحثين وجود ارتباط قوي بين إدمان ألعاب الفيديو المضطربين نفسياً، خاصة عند الأفراد الذين يعانون بالفعل مشاكل صحية عقلية مثل الاضطراب ثنائي القطب والشخصية الحدية واضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه (ADHD). يشعر هؤلاء الأشخاص بشعور غير قابل للتفسير بالقضاء ساعات طويلة أمام الشاشات بلا راحة، مما قد يقود إلى العزلة الاجتماعية وأمراض مزمنة كالخمول الجسدى وضعف الرؤية بسبب انخفاض النشاط البدني وقصر النظر الناجم عن النظر المقارب لفترات طويلة. بالإضافة لذلك، فقد وجدت بعض التقارير العلمية مؤشرات تشير لإمكانية زيادة معدلات القلق والاكتئاب نتيجة الاستخدام الزائد للأجهزة المحمولة التي توفر الوصول الدائم لأنواع مختلفة من وسائل الترفيه والتواصل الاجتماعي.
وعلى الجانب الآخر، هناك أدلة تثبت بفوائد محتملة لتسلية الأطفال الصغار باستخدام طريقة التعليم المرئية لتسهيل التعلم والاستيعاب بشكل أفضل مقارنة بتلك الطرق التقليدية المعتمدة أساسا على الكتب والدروس الكتابية وحدها. وبالتزامن مع ذلك، تحصد ألعاب الواقع المعزز شهرتها الواسعة نظرًا لما تقدمه من تجربة غامرة تساهم بصنع بيئات افتراضية مثالية تمكين المستخدمین من تعلم مهارات جديدة واكتساب خبرات فريدة أثناء مشاركتهم في فعاليات مجتمعیة متنوعة. أخيرًا وليس آخرًا، تشهد عالم الرياضة نمو هائل لاستثمار موارد ضخمة نحو تطوير برمجيات مصممة بهدف تدريب الفرق الوطنية وتعزيز مستويات اللياقة البدنية لدى اللاعبين لتحقيق نتائج رياضية أكثر نجاحًا تحت مظلة المنافسات الدولية المتنوعة.
في ختام القول، يتضح لنا أنه رغم وجود مخاطر مرتبطة بإفراط لعب هذه الألعاب إلا إنه بإمكان الحكومات اتخاذ إجراءات تنظيمية لكبح جماح تلك الآثار السلبيّة بموازنة موازين مكافآت وخيمة للتقيد بقوانين ترخيص دخول المواقع المخالفة للقيم الدينية والأخلاق العامة وتمويل الحملات الإعلامية الهادفة لنشر ثقافة السلام وإرشاد الجمهور حول كيفية تحقيق حياة توازن مابين العمل والراحة وصيانة العلاقات الشخصية والحفاظ عليها بعيدا عن الانصراف عنها داخل حدود فضاء افتراضي وهمي.