في بعض الأحيان، يمكن أن يكون الطريق نحو تحقيق الأمنيات الشخصية مليئاً بالتحديات والصعوبات الغامضة. تساءلت إحدى النساء المسلمات فيما إذا كان دعاء أخواتها لهن بزواجهن بنفس الرجل يعيق طريق زواجها هي الأخرى. وفقاً للشريعة الإسلامية، كل شيء محكوم ومقدّر من قبل الله عز وجل. ومع ذلك، هناك عدة نقاط مهمة يجب مراعاتها عند التفكير في هذه الحالة:
أولاً، الدعاء عبادة عظيمة وقرب من الله، وهي وسيلة للتواصل معه طلباً للدعم والتوجيه. ولكن من الناحية المثلى، يُفضل تجنب تحديد شخص معين في دعوات الزواج، خاصة بدون شرط "إن كان خيرًا". وذلك لأن القدرة البشرية المحدودة قد لا تستطيع فهم الكيفية التي قد تؤدي بها دعواتنا المتعلقة بشخص آخر إلى نتيجة سيئة بالنسبة لنا بشكل غير متوقع. لذلك، يستحب اقتصار الدعاء على الطلب العام مثل "اللهم ارزقني زوجًا صالحًا".
ثانيًا، ليس هنالك أي مانع شرعي يدعو لأختك كي تدعي بطلب مماثل طالما أنها كذلك تشترط وجود الخير فيها أيضًا. الواقع أن كونك أنت وأاختك تدعيان لنفس الشيء لا يعني تنافساً سلبيًا بينكم حسب الرؤية الإسلامية التقليدية. المهم هنا هو الحفاظ على نية صادقة للحصول على الخير فقط وليس للمساس بخيارات الآخرين.
ثالثًا، بينما من الطبيعي أن يشعر البعض بالقلق بشأن تأثر مصائرهم بسبب تصرفات الآخرين، فإن القرآن الكريم يحذرنا بأننا غالبًا ما نحب الأشياء التي تبدو جيدة في الظاهر بينما تكون مضرة بنا حقاً، والعكس ممكن أيضا (البقرة: الآية ٢١٦). لذا، حتى لو كنت تخشين من تعطيل دعائك بسبب دعائها، اعلمي بأن الأمر محدد ومقدر مسبقاً لدى العليم القدير.
أخيراً، سواء واصلتِ الدعاء بنفسك وبنفس طريقة اختك أو قررت تغيير صياغتك قليلاً، فلا داعي للشك بأن توقفاتك عن الدعاء بسبب مخاوف كهذه تعتبر شكوكاً ستثير غضب الله تجاهك كما ورد في الحديث النبوي الشريف "(من لم يسأل الله يغضب عليه)". فالرسالة الحقيقية ليست مجرد تقديم الصلاة والدعاء للآخرين، بل الثقة المطلق بالإرادة الإلهية والحكمة في تقديره للأحداث المختلفة.
هذه الفكرة الأساسية تتمحور جميعها حول أهمية رؤية الأمور بموضوعية أكبر وإعطاء مجال واسعا للقدر والإرادة الإلهية أثناء التعامل مع حياة اليوم اليومية الخاصة بك.
