الدكتور محمد بن إبراهيم آل الشيخ رحمه الله يقول: "إذا اختلط المذي بالإفرازات الأنثوية، فإن هذه الأخيرة ستكون نجسة أيضًا". وذلك استناداً إلى عدة أحاديث صحيحة وأراء العلماء القدامى والحديثين.
في الإسلام، يعتبر المذي نوعاً من الإفراز الجنسي وهو ليس نجساً بذاته ولكن قد يتسبب في تلويث الأشياء الأخرى عند خروجه. أما بالنسبة للإفرازات الأنثوية المنتظمة مثل المهبلية، فهي كذلك ليست نجسة بمفردها. ومع ذلك، عندما تختلط بهذه الإفرازات كميات كبيرة من المذي، يمكن اعتباره نجسا بناءً على قاعدة عامة بأن أي مادة تنقل النجاسة لها نفس الحالة.
هذا القرار مبني أيضاً على دليل آخر: الطبيعة المشتركة لنقاط الخروج الخاصة بكل من المذي والإفرازات الأنثوية. بالإضافة لذلك، وفقا للعالم الكبير ابن تيمية والقاضي خان رحمهما الله، يجب اعتبار جميع المواد غير الماء كنفس حالة الماء فيما يخص انتقال النجاسة إليها.
ومن الجدير بالذكر رأي الفقية الشهير الشيخ عبدالعزيز بن باز الذي أكد على ضرورة التحفظ الشديد بشأن المياه الصغيرة المحتمل تأثرها بالنجاسة. وقد ورد الحديث النبوي الشريف حول التعامل مع ولوغ الكلاب في الإناء حيث أمر النبي صلى الله عليه وسلم بإلقاء وشطف ما فيه سبعة مرات لمنع انتشار أي شبهة نقاء أو نجاسة محتملة.
في النهاية، يشجع المقال على الطاعة والحذر بناءً على حديث الرسول الكريم "(دع ما يريبك إلى ما لا يريبك)" وحكمة "(من أتقا الشبهات فقد استبرا لدينه وعرضه)".