- صاحب المنشور: بشار البوخاري
ملخص النقاش:في عصر يشهد تطوراً تكنولوجياً غير مسبوق، أصبح بوسعنا الآن تحقيق حلم جيل جديد؛ وهو الوصول إلى التعلم دون قيود. لقد سهلت التقنيات المتطورة مثل الإنترنت والهواتف الذكية والحوسبة السحابية توفير فرص متساوية للتعليم للجميع بغض النظر عن الموقع الجغرافي أو الحالة الاقتصادية.
التعلم عبر الإنترنت لم يعد خياراً ثانوياً ولكنه أصبح أساسياً خاصة بعد جائحة كوفيد-19 التي فرضت علينا التحول نحو التعليم الافتراضي بشكل ملحوظ. لكن هذا الأمر يطرح تساؤلات مهمة حول كيفية الاستفادة القصوى من هذه الفرصة لتحقيق هدف رئيسي يستحق الاهتمام: التعليم العادل والمستدام لكل شخص مهما كانت خلفيته.
توسيع نطاق الوصول
الهدف الأول والأكثر أهمية هو ضمان حصول الجميع على فرصة الحصول على التعليم الرقمي. وذلك يتطلب بذل جهود كبيرة لسد الفجوة الرقمية بين المناطق الريفية الحضرية وتزويد السكان المحرومين بالوصول إلى الأجهزة والبنية الأساسية الضرورية لدعم التعلم الإلكتروني.
يمكن تحسين ذلك بتعاون الحكومات والشركات الخاصة والجهات الخيرية لتوفير دعم مستمر وأنظمة شاملة تساعد المحتاجين على البقاء متصلين بالإنترنت والحصول على الدورات التدريبية ذات المستوى الاحترافي مجانًا أو بسعر زهيد.
محتوى محلي ومخصص
من المهم أيضًا التأكد من توافر محتوى تعلم رقمي ذي مصداقية وملائم ثقافيًّا ولغوياً للجمهور المستهدف. فعلى سبيل المثال، قد لا يفهم طلاب الشرق الأوسط وجنوب آسيا بعض المصطلحات الغربية المستخدمة في المناهج الدراسية الدولية وقد يؤدي ذلك إلى فقدان فهم موضوعات معينة.
بالتالي فإن تصميم دورات تدريبية تمثل المنطقة وتعكس تاريخها وثقافتها سيكون عامل جذب أكبر وستمكن المزيد من الأفراد الذين ربما شعروا سابقاً بأن الثقافة الأكاديمية ليست لهم.
تحديث القدرات والمعارف
لا ينبغي النظر إلى التعليم الرقمي باعتباره مجرد بديل للمدارس التقليدية ولكن بوصفه إضافة قيمة يمكنها تزويد الطلاب بمجموعة واسعة ومتنوعة من المهارات العملية والتكنولوجية الحديثة بطريقة أكثر جاذبية وإثراء.
على سبيل المثال، يمكن دمج تقنيات الواقع الافتراضي والواقع المعزز داخل البيئة الافتراضية مما يسمح بتجارب غامرة توضح المفاهيم الصعبة بطريقة ممتعة ومسلية.
رعاية معلمينا
أخيرا وليس آخرا، فإن استمرارية نجاح نظام التعلم الرقمي تعتمد بشدة على أداء أعضاء هيئة التدريس. ومن أجل جعلهم ماهرين في استخدام الأدوات الرقمية، ينبغي تقديم برامج تدريب منتظمة وشرح أفضل الممارسات لمساعدتهم في خلق بيئات تعاونية