• صاحب المنشور: خليل بوزيان
  
  ملخص النقاش:
  تواجه الكوكب اليوم تحديًا حاسمًا يتمثل في إدارة موارد المياه بطريقة مستدامة، وهو أمر بات ضروريًا للضمان المستقبلي للأمن الغذائي على نطاق عالمي. مع تزايد الطلب المتعلق بتنمية الزراعة والتصنيع والسكان، يزداد الضغط أيضًا على شبكات توريد وإدارة المياه حول العالم. يشكل هذا الوضع خطرًا متعدد الأوجه؛ حيث يؤثر عدم الاستدامة البيئية لسلاسل توريد المواد الخام والتكنولوجيات المستخدمة لتوزيع وتخزين وتطهير المياه على نظم بيئية حساسة وعلى حياة البشر الذين يعتمدون عليها مباشرة. بالإضافة إلى ذلك، تؤدي تغير المناخ إلى تفاقم هذه المشكلة بسبب زيادة حدوث ظاهرة الجفاف وانكماش كميات الأمطار وغيرها مما يساهم بنسبة كبيرة في نقص المياه العذبة ويغرق المجتمعات الفقيرة في دوامة الفقر المدقع والجوع المزمن.

في حين تبدو مجالات مثل الهندسة التقليدية والصناعات التقليدية وسلاسل التوريد الخاصة بها وكأنها عوامل ثابتة ولا تتغير، فهي ليست كذلك حقا. فنحن بحاجة لإعادة النظر باستمرار فيما يتعلق بكيفية التعامل مع محفظتنا العالمية لموارد المياه لدينا واستخداماتها المختلفة داخل قطاع زراعي متنام ومتنوع أكثر فأكثر وكذلك ضمن المناطق الحضرية المكتظة بالسكان والتي تحتاج إلى المزيد من الماء لأغراض الشرب والإنتاج الصناعي. ومن الواضح أنه بدون استراتيجيات فعالة واسعة الانتشار تدخل حيز التنفيذ قريبا لمعالجة مشكلة توافر المياه وقضايا جودة الهواء والتربة والمياه نفسها، فقد تكون عواقب فشل جهود الحفاظ والاستدامة مؤلمة للغاية بالنسبة لكل فرد ولكل مجتمع معرض للمجاعة أو الاضطرابات الاجتماعية الناجمة عنها.

ومن أجل تحقيق حلول طويلة المدى وعملية لهذه المسائل المعقدة المترابطة المعروفة باسم "أزمة المياه"، يجب التركيز على عدة اتجاهات رئيسية تشمل تعزيز الشفافية والحلول القائمة على البيانات وأنظمة الرصد الدقيقة والدقيقة لنظم الري الحديثة وإنشاء هيكل تنظيمي شامل يعمل تحت مظلة مشتركة بين الحكومات الدولية عبر الحدود الوطنية ويعنى تحديد أولويات مكافحة آثار الآثار المحتملة للتغيرات المناخية واحتمالية مواجهة مزيدا من حالات انعدام الأمن الغذائي خلال العقود المقبلة. علاوة على ذلك، فإن تطوير تقنيات مبتكرة تلبي حاجة الإنسان الأساسية -أي مياه شرب صحية- سيكون له دور فعال أيضا في تأمين وضع أفضل للعيش لملايين الأشخاص حاليا وفي المستقبل المنظور. ولذلك دعونا نتخذ الخطوات اللازمة الآن لتحقيق هدف أهداف اجتماعية اقتصادية ذات تأثير مضاعف للقضاء النهائي على مشاكل الصحة العامة المرتبطة بعدم وجود مصادر موثوقة توفر طاقة كافية لغسيل اليدين امتلاك القدرة المالية لشراء نظام تصفية منزليا بسيط نوعيه مناسبه تمكّنك من الحصول علي حصتك اليوميه منها بأمان دون مخاطر محتملة للإصابة بالأوبئة الفتاكة نتيجة الاختلاط بالمصادر الطبيعه التي تحتوي على جرثومة الكوليرا مثلاً! إن هدفنا هنا هو ضمان بقاء جميع الأفراد آمنَين وصالِحيَيْن للاستمتاع بفوائد الحياة الكاملة وبناء مجتمعات مُبتَدِعة تسهم إسهامًا مباشرًا نحو تحسين مستوى نمط العيش الإنساني العام.