- صاحب المنشور: عبد الباقي الحساني
ملخص النقاش:
مع تطور العالم الرقمي بسرعة فائقة، بدأ التأثير الذي تحدثه التكنولوجيا على سوق العمل يصبح أكثر وضوحاً. ولكن كيف يؤثر هذا التحول الابتكاري الذي تشهده المدن الكبرى تحديدًا على سكان المناطق الريفية؟ وهل يمكن اعتبار هذه التقنيات فرصة لهم للاندماج بشكل أكبر أو أنها قد تهدد عملهم تقليدياً؟
تعد التكنولوجيا اليوم عاملاً رئيسياً في تغيير الأنماط التجارية والمهنية، مما ينتج عنه زيادة الطلب على بعض الوظائف وانخفاض آخرين. بينما تتمتع بعض الصناعات بتطورات تدفعها نحو المزيد من العمليات الآلية والاستعانة بالروبوتات، فإن صناعات أخرى تحتاج إلى قوة عمل بشرية متخصصة تتطلب مهارات عالية ومبتكرة. وهذا يشمل المجالات مثل التصميم الجرافيكي والتسويق الرقمي وأمن المعلومات وغيرها الكثير.
بالنظر إلى الوضع الحالي لمجتمعات الريف حول العالم، نجد أن العديد منهم قد اعتمدوا بالفعل على وسائل التواصل الاجتماعي للتواصل مع الأسواق العالمية وتسهيل عمليات البيع والشراء لمنتجاتهم الزراعية والصناعية محلياً. هذا الاتجاه يعكس القدرة الفريدة التي يتمتع بها مجتمعات الريف لاستخدام التكنولوجيا كوسيلة لتوسيع أعمالهم وتحسين دخولهم الاقتصادي.
بالإضافة لذلك، توفر المنصات التعليمية عبر الإنترنت وبرامج التدريب المهني الفرصة المثالية لأبناء القرى للحصول على معرفة وصقل مهاراتهم حتى وإن كانوا بعيدين جغرافياً عن مراكز التعلم الرئيسية. ومن خلال الاستثمار في تطوير هؤلاء الأشخاص وخلق بيئة داعمة ومحفزة، يمكن تحقيق نتائج ايجابية كبيرة تؤدي إلى تعزيز مكانتهم داخل سوق العمل المحلي والعالمي بصورة شاملة ومتكاملة ولم تعد مقتصرة فقط على الاعتماد المتكرر والمباشر للممارسات الشغل التقليدية المعتادة لديهم منذ القدم والتي ستكون عرضة حتما للاختفاء تدريجيا نظرا لسعي المجتمعات المختلفة للتحديث المستمر واتباع أسلوب حياة عصري حديث يستوعب جميع الإمكانيات الحديثة والتجهيزات اللازمة لتحقيق ذلك . وعلى الرغم من وجود مخاوف بشأن فقدان وظائف بسبب الروبوتات والأتمتة، إلا أنه يتعين علينا أيضا الاعتراف بأن هناك حاجة مستمرة لمهن ذات قيمة بشرية واضحة لا تستطيع الآلات القيام بها حاليًا. إن فهم طبيعة العلاقة الجديدة بين الإنسان والتكنولوجيا هو أمر حيوي لبناء اقتصاد شامل قادر على خدمة الجميع.
إن التحول الرقمي يحدث تغييرات جذرية في عالم الأعمال بطرق لن تكون ممكنة بدون المساعدة الداعمة لهذه الثورة التكنولوجية الهائلة الحاضرة بقوة الآن واستعدادها لاحتمال تأثيرات غير مسبوقة قادمة بإذن الله تعالى فيما لو تم تنظيم استخدام تلك الوسائل باتجاهات إيجابية مفيدة للإنسانية جمعاء وليس مجرد استغلال شخصي ضيق المدى سيئاته تفوق محاسنه بكثير!