• صاحب المنشور: كشاف الأخبار
  
  ملخص النقاش:
  تُعدُّ ثورة الاتصالات الرقمية والتكنولوجيات المتطورة إحدى أهم سمات العصر الحالي؛ حيث أثرت هذه التحولات الواسعة المدى على كافة مجالات الحياة الاجتماعية والاقتصادية والثقافية. ومن بين القطاعات التي تأثرت تأثرًا بالغًا بالتقنية الحديثة يأتي قطاع التعليم الذي يشهد تغييرات عميقة ومتنوعة الأوجه تتراوح بين الاستفادة القصوى منها وبين المخاطر المحتملة المرتبطة بها أيضًا.

بدأ استخدام التقنيات الحديثة داخل الفصول الدراسية وانتقالها إلى بيئة التعلم الافتراضية منذ عدة عقود مضت، لكن طابع العام الأخير شهد تغيرات جوهرية بسبب جائحة كوفيد-19 وما صاحب ذلك من فرض إجراءات الحجر الصحي والإغلاق المؤقت للمؤسسات التعليمية المختلفة مما أدى لانتشار واسع نطاق لنماذج تعليمية جديدة تعتمد اعتمادا تاماً تقريبآ علي الانترنت وتمكين الطلاب وأعضاء الهيئة التدريسيه باستخدام أدوات متقدمة مثل منصات التواصل الالكتروني وصفحاته المحمية بالمفاتيح الخاصة والتطبيقات الذكية وغيرهم الكثير الكثير...هذه الانتقال المفاجئ للساحة الإلكترونية فتح الباب أمام فرص هائلة لتسهيل عملية الكسب والعطاء المعرفي لكلا الجانبين مع توفر مرونة أكبر وتكاليف أقل نسبيا مقارنة بالإمكانيات التقليدية للتعليم الجامعي والفني والشبابي....مثالواذا كان ابنك يدرس علم النفس عبر الإنترنت فلربما يستخدم برنامج محاكاة عقلاني يتفاعل معه بصفته "محلل نفسي افتراضي" يعرض مختلف سيناريوهات المواقف الإنسانية ويسمح له بتطبيق نظريات وممارسات مختلفة لحلها واقتراح الحل الأمثل بناء عليها !أو ربمايستغل طالب زراعة متنقل دروب ذكاء اصطناعي مبتكر لمساعدة طلاب اخصائيين الزراعة في تحديد أفضل أنواع التربة المناسبة لكل نوع محصول حسب الظروف الجوية والبيئية حوله وكذلك توصيات دقيقة بشأن كيفية تدبير المياه المستخدمة وزيادة الإنتاج دون المساس بجودة المنتجات وزمن انتاجها أيضا!كل هذا ممكن اليوم وفي المستقبل القريب ستكون خارطة طريق رسم خطوط اتجاه جديدة تماما للحياة الأكاديمية بكافة اشكالها وأبعادها .لكن كيف يمكن التأكد من فعالية تلك الأساليب الجديدة ؟هل سيستمر الاعتماد الكبير على البرامج والحلول الآلية دون وجود دور فاعل للتواصل الشخصي وجها لوجه بين المعلمين والمحتوى العلمي الأصلي المصدر؟ وهل سنشهد انخفاض معدلات التحصيل لدى الشباب نتيجة لفترة طويلة قضتها غارقًا تحت بحر المعلومات اللامحدودة المنفرة للعقول والتي قد تؤدي به لمصابات نفسية واضطرابات تركيز مزمنة ؟إن الغوص بعمق أكثر لهذه الموضوع سوف يكشف لنا المزيد حول جدوائية واستدامة تطبيق تكنلوجيات القرن الحادي والعشرين ضمن مؤسسة تربوية راسخة تسعى جاهدة نحو رسالة سامية سامية رفعة للأجيال خلفاء الأنبياء صلوات الله عليهم وعلى صحبتهم اجمعين امينا انه نعم المجيب الدعوات سبحانه وتعالي جل وعل وعظم قدرته جل شأنه ولله الأمر من قبل ومن بعد.